للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منهج الشيعة في الاقتصاد]

المنهج الثاني: المنهج الاقتصادي.

أستفتح هذا الكلام بقضية واحدة لأنطلق منها: عندما حصلت أزمة الخليج، وغادر مجموعة من الإخوة اليمنيين هذه البلاد متجهين إلى بلادهم، وقد كان كثير من اليمنيين يديرون محلات تجارية صغيرة، فيذكر لي أحد الإخوة في الأحساء ويقول: عندما قرر هؤلاء اليمنيون مغادرة المنطقة كان هناك مسارعة عجيبة جداً من قبل الشيعة في شراء محلات اليمنيين بأي سعر يطرحه هذا اليمني، المهم لا يأخذه أحد غير الشيعي، يقول: فلم نستطع نحن أهل السنة أن نأخذ إلا أقل القليل من هذه المحلات، أما الكثرة الكثيرة منها فقد أخذها الشيعة، يقول: حتى إن بعض المحلات أخذت وأغلقت لعدم وجود من يديرها، فهي مغلقة إلى الآن، لكن فيما بعد بدءوا يبحثون عن أناس ليديروا هذه المحلات المغلقة، ثم تفتح هذا المحلات باسم رجل شيعي.

فالشيعة الآن يحاولون التركيز على الجوانب الاقتصادية وإعطائها جانباً مهماً من حياتهم، وتعرفون أن الشيعة في المنطقة الشرقية يملكون عدداً وافراً من الشركات الضخمة جداً، سواء كانت شركات غذائية أو صناعية أو غيرها، وهذه الشركات بأيديهم، بل وقد وصل الأمر إلى أن تصدّر منتجاتهم إلى جميع أنحاء البلاد، بل وحتى خارج البلاد، وهذه الجهود التي يبذلها هؤلاء الشيعة واضحة بالنسبة لنا ونراها في منتجات متعددة، من أمثالها: منتجات الري، ومنتجات المطرود، ومنتجات الرميح، ومنتجات كثيرة جداً في جميع محلاتنا وبقالاتنا، هذا إذا ذُكر على اسم المنتج اسم العائلة الشيعية، وإلا فهناك منتجات كثيرة جداً ينشر عليها الاسم العام مثلاً: شركة القطيف لإنتاج كذا، أو شركة سيهات لإنتاج كذا، فغلا يعرف المشتري من صاحب هذه الشركة، لكن ينبغي أن يعلم أنهم يمسكون بذراع حديدية في كثير من النواحي الاقتصادية في تلك المناطق.

كذلك استخدام العمالة؛ فمثلاً: ترى سيارة من سيارات نقل الألبان كألبان الري، وتجد باكستانياً أو هندياً يقود السيارة، فإذا تناقشت مع هذا الهندي سيقول لك: أنا مسلم، لكن بأسلوب لطيف ستعرف من خلاله أنه شيعي، فالشيعة ليسوا كأهل السنة فالمهم عند أهل السنة أن يأتي العامل، سواء كان هذا العامل بوذياً، أو هندوسياً، أو مسلماً، أو كافراً، أو نصرانياً هذا لا يهم، بخلاف الشيعة فالعامل مهم عندهم، وبالتالي تجدهم لا يستقدمون إلا الشيعة الذين ينتفعون من وراء ذلك، فهم ينتفعون عن طريق هؤلاء العمالة والعمالة تنتفع عن طريق دعم التشيع والأسر الشيعية في مناطق باكستان أو الهند أو غيرها؛ وهذا أمر ملاحظ ومعروف، وكل منكم يستطيع أن يكتشفه بنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>