الجانب الذي يليه: مناهجهم في العمل الرسمي الحكومي، فهم يحملون جنسية هذا البلد، والأولى أن يكون ولاؤهم لهذا البلد ولهذه الدولة، هذا هو الأصل، ولكن يا ترى هل فعلاً يوالون هذا البلد أم لا؟ الموالاة وغيرها سنأخذها فيما بعد، لكن نريد أن نتطرق إلى قضية العمل الرسمي بالنسبة لهم، ماذا يفعلون في الدوائر الحكومية؟ إنهم يحاولون اكتساح الوزارات المتعددة، وذكر لي أحد الإخوة في الأحساء أن هناك دوائر حكومية السني يعيش في غربة فيها.
وهذه ظاهرة، قد تظهر فيما بعد بشكل متسارع في مناطق أخرى شيئاً فشيئاً، عن طريق الكثرة الكاثرة والانتشار المتواصل من قبل هؤلاء الشيعة.
وكذلك هم يشكلون في بعض المراحل الجامعية التعليمية نسباً عالية جداً، لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع نسبتهم، فتجد أن لهم كثرة كاثرة في كلية التربية في جامعة الملك سعود، وخاصة في الأقسام العلمية، وتجد أن لهم كثرة كاثرة في كليات جامعة الملك فيصل بالدمام، وتجد أن لهم ظهوراً بيناً وواضحاً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية كذلك، وهذا الظهور وهذا البروز سيكون له آثاره فيما بعد؛ لأنهم عندما يتخرجون من هذه الكليات سيتخرجون بشهادات علمية فتحرص كثير من الدوائر على اكتسابهم، فيدخلون في هذه الدائرة وتلك الدائرة والدائرة الثالثة والرابعة، وشيئاً فشيئاً يترقى في العمل من موظف ثم مدير إدارة ثم مدير كذا إلى مناصب كبيرة، ثم يأتي بأبناء عمه وأبناء جلدته ودينه، ثم فيما بعد وخاصة في مناطق الشرقية سنرى أن هؤلاء قد اكتسحوا كثيراً من المجالات، بل يقول الإخوة: إن هناك مسئولاً شيعياً في إدارة حكومية معينة تراه دائماً لا يمكن للانتدابات المتواصلة المتتابعة إلا بني دينه، فهم يذهبون ليستفيدوا من الناحية المادية وغيرها.
ذكر لي ذلك موظفان في شركة من الشركات الحكومية والكبيرة كذلك.
ولعل سائلاً يسأل ويقول: هل إذا دخل الشيعة الدوائر الحكومية سيكونون دعاة لمذهبهم ودينهم؟ أقول: لا، قد لا يكونون دعاة، لكن كونه موظفاً في هذه الدائرة فهو يستفيد منها مادياً بحيث يكفي نفسه وعائلته وأبناءه المئونة، هذا أول جانب.
الثاني: قد يكون عيناً لبني جلدته، وذلك عندما يكون مطّلعاً على خفايا هذه الإدارة.
الثالث: أنه قد يكون داعية فعلاً للمنهج الشيعي من خلال ثقافته وعلمه بهذه الإدارة، بل إن بعض الدوائر الحكومية يوفد لها الشيعة رغماً عنها، حتى إن أحد الإخوة جزاه الله خيراً قال: إن هناك شيعياً في دائرة أنا مسئول فيها، وبعد مناقشات معه قال لي وأفادني بأنه جاء إلى هذه الدائرة مدفوعاً ومرغماً، وأنتم تعرفون ما هو السبب.