كذلك من العراقيل التي يضعونها أمام التلقي من السنة: أن خزن العلم وإيداع الشريعة خاص بالأئمة؛ وذلك لأسباب عدة، من ضمنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث وبدأ يدعو إلى الله سبحانه وتعالى، فإنه انشغل بالحروب الموجهة للأعداء، بالإضافة إلى دعوة الناس إلى الدخول في دين الله أفواجاً، فلم يكن هناك وقت له ليعطي العلم الذي أعطاه الله له، ليعطيه هؤلاء، كذلك لم يجد أناساً مناسبين أكفاء عندهم الأهلية التامة للتلقي، فلذلك خشي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يموت وعنده العلم، فأعطاه لـ علي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب أعطاه للحسن ثم الحسين ثم تناقله الأئمة من بعده.
معنى هذا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى دوره قبل أن يبلغ ويبين أمور الدين، وجاء دور الأئمة الذين حملوا العلم ونشروه.
انظروا كيف يبعدون الناس عن التلقي من المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد نجحوا في ذلك بالنسبة لبني جلدتهم.
ويقولون في رواية متواترة عندهم: إن علي بن أبي طالب يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أسرَّ لي بألف حديث، في كل حديث ألف باب، في كل باب ألف مفتاح.
يعني: ألف في ألف في ألف، وهذا العلم خاص بـ علي الذي أعطاه للأئمة من بعده.
هذا جانب من جوانب إبعاد الناس عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل هذا الإبعاد يكفي، أم أن هناك بدائل لا بد من إيجادها؟ هم أوجدوا بدائل فيما يرتبط بالقرآن، وأوجدوا بدائل فيما يرتبط بالسنة.