[قصة اهتمام امرأة بريطانية مسلمة بتحفيظ أولادها القرآن قبل الدراسة المنهجية]
هذه العبارات وهذه الألفاظ وهذه النقولات ما علاقتها في موضوعنا الآن؟ صحيح أن غالب هؤلاء الذين سمعت كلامهم من المنصرين البريطانيين من بريطانيا، لكن استمع إلى هذه القصة: ففي دولة من دول الخليج كان هناك رجل يحمل الجنسية الليبية، سافر هذا الرجل إلى بريطانيا لظروف معينة كلاجئ سياسي أو هارب أو غير ذلك، فالذي حصل أنه تعرف على بريطانية مسلمة فتزوجها ثم أنجب منها مجموعة من الأبناء أظنهم ثلاثة، ثم حصل له عمل في هذه الدولة الخليجية فقدم إلينا ومعه زوجه وأبناؤه الصغار، وزوجته لا تعرف من اللغة العربية إلا بضع كلامات فقط، أما حديث هذه الزوجة مع زوجها فباللغة الإنجليزية، وعندما قدمت إلى هذا البلد الخليجي بدأت تتعلم شيئاً من اللغة العربية، لكن أولاد هذه الزوجة أو هذه المرأة البريطانية قد بلغوا سن الدراسة، فبدأ والدهم في البحث عن مدرسة متميزة بسلكوها بمنهجها بفكرها بأخلاق أساتذتها؛ حتى يكون لهم سمة بارزة وظهور مميز في تربية أولاده، وفعلاً وجد هذه المدرسة فقرر إدخال هؤلاء الأبناء الصغار في هذه المدرسة، وهي مدرسة أهلية، وعندما أخبر زوجته بهذه البشارة أنه وجد مدرسة بهذه الصفات العجيبة، قالت له زوجته: لا أنا لا أؤيد، فتعجب وقال: لماذا لا تؤيدين أن يدخل الأبناء في هذه المدرسة المتميزة التي يقوم عليها أناس متميزون بالصلاح والتقى وحب الخير؟! قالت له: لي وجهة نظر اسمعها ثم بعد ذلك نتناقش، قال: ما هي وجهة النظر؟ قالت: نحن مسلمون -وهي لم يمض على إسلامها إلا قليل- والقرآن الكريم هو دستورنا وهو منهجنا وهو عزنا وهو سعادتنا، فلماذا لا نهتم بالقرآن الكريم أولاً ثم بعد ذلك نضيف العلوم الأخرى عليه؟ قال: ما فهمت، أوضحي لي أكثر، فقالت له: أريد أن نعلم أولادنا القرآن الكريم حفظاً وتجويداً وتلاوةً وإن استطعنا تفسيراً، وعندما ننهي ذلك الأمر بعد ذلك ممكن أن ننتقل إلى تعليمهم العلوم الأخرى، يقول: وجدت المسألة صعبة، كيف أدرس وأحفظ أولادي الصغار أبناء ست سنوات أو خمس سنوات القرآن الكريم، وتريد زوجتي مني أن أحفظهم القرآن كاملاً؟ ولكن إصرار هذه الزوجة كان عجيباً، وكان النقاش بيني وبينها يدوم طويلاً ويستمر ليالي وأياماً إلى أن استطاعت أن تقنعه.
هذه امرأة بريطانية لا تجيد اللغة العربية ومع ذلك استطاعت أن تقنع هذا الزوج بأن يدخل هؤلاء الأولاد في مدرسة لتحفيظ القرآن فقط، وهذه المدرسة هي مدرسة متميزة بجوانب تخصصت فيها، الجانب الأول: أنها مدرسة أهلية، أنها مدرسة داخلية تضم الطلاب إليها ولا تخرجهم إلا في وقت العطلات الأسبوعية فقط، والجانب الثالث: أنها لا تركز إلا على القرآن.
يقول: أدخلت أولادي هذه المدرسة وصبرت على حرمان وألم أكن أتصوره وأتوقعه، تخيل عندما تحرم من أولادك ستة أيام في الأسبوع لا تراهم إلا يوماً واحداً فقط، لكن في سبيل القرآن يهون كل شيء، وفي سبيل كتاب الله تذل الصعاب، يقول: وكان هذا هو النبراس الذي ربتني عليه زوجتي، المفروض أنا أربيها على هذا النبراس، لكن هي التي عكست الأمر، قلت لها قبل إدخالهم مدرسة التحفيظ: انتبهي ستحرمين من أبنائك، قالت: نعم سأتحمل وأصبر، لكن في سبيل النتائج التي سأقطفها، وفعلاً يقول: درسوا وتعلموا وبعد سنة كاملة تقريباً وإذا بالأولاد يخرجون من هذا المدرسة حفظة لكتاب الله، وليس حفظاً فقط، بل حفظاً مقروناً بالتجويد والترتيل، أسأل الأول: ماذا تحفظ؟ يقول: كتاب الله تعالى، أقول له: اقرأ من كذا، يقرأ وتتمنى أن يواصل وإلا يسكت.
عندما تتذكر أن أمه لا تعرف من العربية إلا قليلاً تلوم نفسك وتقول: أنا عشت في بيئة إسلامية خالصة وفي جو إسلامي كامل، فما هو حالي مع كتاب الله، أنا أخشى أن يكون ما دعا إليه أهل التنصير من أمثال تاكلي ووليم جيفور وغيرهم أخشى أن يكون قد انطبق علينا فعلاً.
إذاً: علينا أن نتدارك الأمر، علينا أن ننتبه إلى أنفسنا وأولادنا، وأقول من المبشرات ولله الحمد والمنة أن نرى الإقبال الشديد الآن على مدراس تحفيظ القرآن، وعلى حلقات القرآن في المساجد، وعلى دور القرآن، فهذه القصة ينبغي أن تجعلوها صورة أمام ناظريكم حتى تدفعكم لمضاعفة الجهود في سبيل رفعة دين الله، لنكون بذلك محاربين لهؤلاء النصارى، فأنت الآن عندما تجعل أولادك يذهبون إلى حلقات تحفيظ القرآن فإنك تعلن الجهاد على النصارى من حيث لا تشعر، عندما تجعلهم يحفظون القرآن ويتعلمون ما فيه ويطبقون ما تعلموه تكون بذلك قد جهزت جيشاً قوياً قوامه ابني وابنك وابن فلان وفلان وفلان.