[الاهتمام بمسألة الدخول والخروج ومن يزار ومن لا يزار]
النقطة الأخيرة المتعلقة بمسألة الأسرة: مسألة الدخول والخروج وفق قضايا الدخول والخروج، من نستقبل في بيوتنا؟ من الأشخاص الذين نزورهم؟ إننا لا نعطي بالاً لذلك، وهذا عامل تربوي مهم يؤدي إما إلى العمار أو الدمار، إذا قالت لي الزوجة مثلاً: نريد أن نذهب إلى آل فلان، فإذا بالزوج يذهب بزوجته وأولاده إلى ذلك البيت ويتركهم العصر والمغرب والعشاء إلى الساعة الحادية عشرة، وبعد أن ينهي أعماله وسهرته يأتي ويأخذهم، نقول لهذا الزوج: هل عرفت من هم آل فلان هؤلاء؟ قد يقول: نعم أعرفهم هم أقربائي، نقول: نسألك ما هو منهجهم الحياتي؟ ما هي أساليبهم في تربية أولادهم؟ قد يكونون ممن يملكون أجهزة التلفاز وأجهزة الدش، وأولادهم الكبار يدخنون، وسهرتهم بعد العشاء لعب ورق، وأولادك يمكثون عندهم ويحتكون بهم وينظرون إليهم ويجالسونهم ويشاهدون التلفاز معهم، فأنت تربي في البيت من جهة وتهدم ما بنيت من جهة أخرى، كأنك لم تفعل شيئاًَ، بل ربما يكون الهدم أشد وأكثر من البناء.
وفي المقابل من الذين تستقبلهم؟ إذا جاء أحد الأقرباء لزيارتك، أنت تعرف أن أولاد هؤلاء غاية في السوء والفسق والفساد وغير ذلك، فما هو الحل في هذه المسألة؟ هل تترك أولادك معهم سبع ثمان ساعات يأخذون جوانب تربوية فاسدة منهم، خاصة إذا كان الأبناء صغاراًً والمؤثرون كباراً، وفي هذه الحالة تكون قد هدمت ما بنيت، لذا لا بد من ضبط مسألة الدخول والخروج، من الذي سيدخل ومن الذي سيخرج؟ كما قال نوح عليه السلام {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}[نوح:٢٨] فقد ركز عليه السلام على قضية الذي يدخل البيت مؤمناً وطلب له المغفرة والرشد.
لذلك أقول: إن من عوامل تربية الأسرة أو إفساد الأسرة عماراً أو دمار مسألة وقت الدخول والخروج، ثم هناك عامل جانبي آخر وهو أن يفرغ المؤمن من وقته للأسرة لتربية الأولاد، أن تكون له جلسات تربوية وهدوء نفسي، وهذا بدوره سيؤدي إلى خلق جو تربوي سليم، أو إنشاء جو تربوي صحيح يؤدي في النهاية إلى قطف الثمار عندما يكبر المؤمن.