[اعتقاد الشيعة في توحيد الألوهية]
أما توحيد الألوهية ومقصودهم به فهناك نصوص كثيرة جداً تبين إشراكهم في توحيد الألوهية.
أولى هذه النصوص: أنهم جعلوا كل نصوص التوحيد في الأئمة، فأي آية تحذر من الشرك فمعنى ذلك أنها تحذر من الإشراك في الإمامة، يعني: أي آية فيها كلمة شرك، فإن ذلك دلالة على الإمامة وما يرتبط بالإمامة، والأمثلة في ذلك كثيرة جداً قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر:٦٥] يقولون: يعني: لئن أشركت في ولاية علي بن أبي طالب ليحبطن عملك.
لا يوجد شيء عندهم اسمه أشركت بعبادة الله، لا، وإنما لئن أشركت في جعل علي بن أبي طالب ولياً ومعه آخر، فإن هذا فيه وعيد ألا وهو حبوط العمل.
كذلك يقولون مثلاً: {أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل:٦١] يقول المجلسي صاحب (البحار): أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد؟ وجاءوا بجميع آيات القرآن التي تحتوي على التحذير من الشرك وتقرير توحيد الألوهية، وجعلوها بهذا المنهج وبهذه الصورة والكيفية، وهذا لكي يقرروا في الناس مسألة ولاية الأئمة.
فإذا ارتبط الناس بمحبة الأئمة وولاية الأئمة، فإنهم بالتالي سيرتبطون ويهتمون بأقوال الأئمة، والأئمة هم الذين كذبوا عليهم مئات الآلاف من الكذبات، فإذا آمنت بأقوال الأئمة فأنت بذلك تكون قد آمنت بأقوال هؤلاء الرهبان والأحبار، وبالتالي تكون من أتباعهم ومن شيعتهم الذين خرجوا من ربقة دين الله سبحانه وتعالى.
النقطة الثانية في توحيد الألوهية: إن الولاية أصل قبول الأعمال عندهم، فإذا جاء الإنسان بولاية آل البيت قبل عمله مهما كان، وإذا لم يأتِ بولاية أهل البيت فإن عمله لن يقبل مهما كان؛ ولذلك يقولون في كل كتبهم بلا استثناء: لو جاء بعمل سبعين نبياً ولم يأتِ بولاية أئمة آل البيت أكبه الله على وجهه في سقر.
ويقولون كذلك: لو أن عبداً عبد الله سبحانه وتعالى منذ خلق الله السماوات السبع والأرضين السبع بين الركن والمقام إلى أن تقوم الساعة ولم يأتِ بولاية آل البيت، فإن الله سيحرمه من الجنة وسيدخله في النار.
ويقولون كذلك: إن الإنسان لو جاء بعمل يهودي أو نصراني ومع ذلك ولاية آل البيت، فإن الله سيتجاوز عن خطئه ويدخله الجنة.
إذاً: الأصل هو الولاية، فإذا كان الإنسان موالياً لآل البيت فإنه سيدخل الجنة، ومن عارض آل البيت فإنه سيدخل النار، ولذلك جميع الإخوة الموجودين هنا على مذهب الشيعة كلهم في النار.
النقطة الثالثة: أن الأئمة هم الواسطة بين الحق والخلق، فهم الآن يريدون أن يقرروا قضية الشرك بالله سبحانه وتعالى بشكل صريح، فقرروا مسألة: أن الأئمة هم الواسطة؛ ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ينقل إجماعاً في ذلك يقول في (١/ ١٢٤) من الفتاوى: إن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم كفر إجماعاً.
فهؤلاء في إجماع الأمة كفار؛ لأنهم يقولون: إن الأئمة هم حجب الرب والوسائط بينه وبين الخلق، كما ذكر صاحب البحار في الجزء (٢٣/ ٩٧): أن الأئمة هم حجب الرب والوسائط بينه وبين الخلق، ولكي يحققوا هذا المبدأ جاءوا بروايات كثيرة جداً عن أئمتهم، من ضمن هذه الروايات قولهم: بنا عبد الله، وبنا عرف الله، وبنا وُحد الله.
ويقولون في نص آخر: إن الأئمة هم الشفاء الأكبر، والدواء الأعظم لمن استشفى بهم.
وعندي نصوص لهم تبين فعلاً مدى وقوعهم في الشرك البين الواضح فيما يتعلق بتوحيد الألوهية.
النقطة الرابعة: مسألة عبادة القبور بالنسبة لهم.
معروف عن الشيعة أنهم يضاهئون الصوفية في عبادة القبور، وربما يتفوقون عليهم، بل لهم مؤلفات كثيرة جداً موجودة في كل مكان، وهذه المؤلفات باسم: مناسك حج المشاهد، منسك مستقل، فإذا أردت أن تزور قبر الحسين أو قبر الحسن أو قبر فاطمة أو قبر فلان أو فلان، لابد أن تغتسل وتلبس أحسن ثيابك، وتدخل وتقف أمام القبر بخشوع، ثم تتمسح بالقبر، ثم تصلي ركعتين وأنت باتجاه القبر، ثم تطوف بالقبر.
هذا هو أسلوب الحج، انظروا (مناسك حج المشاهد)، حتى وصل الأمر بهم -لكي يقطعوا هؤلاء الشيعة عن الإسلام تماماً- أنهم جعلوا الحج لهذه القبور أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام؛ ولذلك يقولون: من زار قبر الحسين في يوم عاشوراء كتب الله له أجر ألف ألف حجة.
يعني: تذهب مرة واحدة فقط لزيارة قبر الحسين بن علي بن أبي طالب فتربح مليون حجة، فضل عظيم جداً، فهؤلاء يريدون إبعاد الناس فعلاً عن الحج إلى بيت الله الحرام.
وقالوا: من لم يستطع أن يحج إلى قبر الحسين في يوم عاشوراء، فليقف في سطح بيته ويتجه إلى القبر، ثم يصلي باتجاه القبر ويكتب له بذلك عشرين حجة إلى آخر تلك الخزعبلات، والهدف هو إبعاد الناس عن الحج، ولذلك كثير من الشيعة لو راقبتم ودققتم يأتون من إيران، ويأتون من أماكن كثيرة جداً إلى هذه البلاد، ويذهبون إلى المدينة ويبقون في المدينة ولا يحجون؛ لأنهم يرون أنهم قد حجوا إلى قبر فاطمة، وحجوا إلى قبر الحسن، وحجوا إلى قبر جعفر الصادق الذين دفنوا في مقبرة البقيع.
النقطة الخامسة فيما يتعلق بتوحيد الألوهية عندهم: أن الإمام يحرم ما يشاء ويحلل ما يشاء، فللإمام أن يحرم ما يشاء، ويحلل ما يشاء، مأذون له ذلك من الله، وهذا النص بعينه موجود في كتب اليهود، فالإمام عندهم يستطيع أن يقول: هذا حلال وهذا حرام، وهذا جائز وهذا مباح؛ لأنه إمام معصوم، وبالتالي استطاعوا أن يجعلوا كل الشيعة أو غالب الشيعة أن ينفذوا كل ما سطروه من كتابات فيها تحليل وتحريم منسوبة إلى أئمتهم.
هذا ما ثبت في موقفهم فيما يتعلق بمسألة أنواع التوحيد.