المثال الأخير من أمثلة هؤلاء الرافضة في سبيل حرب الأمة الإسلامية قديماً فهو شخص يدعى علي بن الفضل، وهو من أتباع القرامطة بالأحساء ونجد، والقرامطة كان مكانهم بالأحساء ونجد وغيرها، فأراد أن ينشر الدعوة القرمطية في منطقة اليمن، فاتجه إلى اليمن وحيداً.
وهذا فيه نموذج لعلو الهمة عند أهل الباطل.
ذهب علي بن الفضل القرمطي إلى اليمن، وسكن في مكان منزو بجانب المسجد، فكان يتعبد بالمسجد ويصلي ويقرأ القرآن ويظهر الدين، فأحبه أهل الحي، ثم بدأ يتعرف عليهم ويتقرب إليهم ويلاطفهم، وكان شاباً نشيطاً قوياً له لسان وله عقل وله دراية، ثم بدأ يطرح عليهم أفكاره بشكل تدريجي: لماذا لا نكون أغنياء؟ لماذا لا تكون لنا دولة؟ لماذا لماذا؟ فانضم إليهم أعداد من قرى مجاورة، ثم صاروا يقفون في طرق القوافل، فأي قافلة تمر قالوا: أعطونا رسوماً ننفقها على الفقراء والمساكين، فإذا رفضت القافلة نهبوها، وإذا كانت القافلة قوية تركوها، فشيئاً فشيئاً جمعوا مالاً، وفي نفس الوقت كانوا يجمعون رجالاً، إلى أن صاروا أقوياء، ثم تدربوا على السلاح، ثم قتلوا أمير القرية التي هم فيها وسيطروا عليها وحصنوها، ثم اتجهوا إلى القرية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، ثم استطاعوا في فترة وجيزة من الزمن أن يحتلوا اليمن بأكملها، فصار علي بن الفضل هو الحاكم بأمره، ثم بعد ذلك قام بحرب شعواء رهيبة مخيفة ضد أهل السنة، حتى إنه كان يدخل القرية ولا يطلب من أهلها الدخول في منهجه، بل إذا علم أنها قرية سنية يقضي على من فيها تماماً، ثم يأتي بأصحابه من الشيعة الرافضة ويدخلهم في هذه القرية ويملكونها ويسكنون فيها، ويأخذون الأطفال والنساء سبايا.
لا أقول: اندثرت دولة القرامطة الرافضة في اليمن، بل بقي فكرهم، فقام أناس بإحيائه مرة أخرى، فقد برزت فيما بعد مكارمة اليمن.
والمكارمة ينتسبون إلى مكرم بن علي الذي كان من تلامذة تلاميذ علي بن الفضل، فـ المكرم بن علي أسس منهجاً ودعا إليه، وأخذه المكارمة الذين نشروه في اليمن، ثم سافر جزء منهم إلى نجران، وكونوا دولة لهم في نجران، وكان لهم قوة في نجران ثم تضعضع أمرهم فترة.
والآن لهم نشاط ولهم بروز ليس باليسير، وهم ما يسمون باليامية، أو جزء كبير من اليامية، والمكارمة في نجران هم من أتباع الباطنية.
ومنهج الباطنية والرافضة واحد وفكرهم واحد، هذا ما يتعلق بلقاء هذا اليوم.
ولقاؤنا إن شاء الله في الدرس القادم سيحتوي على مسألتين اثنتين: أهداف الشيعة في الزمن الحاضر، ثم الإجابة على الأسئلة إن كان هناك فرصة للإجابة على الأسئلة.
سنركز في أهداف الشيعة على أهدافهم العامة تجاه الأمة الإسلامية في الزمن الحاضر، ثم أهدافهم تجاه كل بلد على حدة، وسنذكر نماذج مفضلة بالأسماء وموثقة، ثم نذكر الأساليب الدعوية والمناهج التبليغية التي يقومون بها، سواء كان ذلك في البلاد الإسلامية أو غير الإسلامية، ثم بعد ذلك الإجابة على الأسئلة والاستفسارات، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.