للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من الصور السلبية للعطاء والبذل الاغترار بالظاهر وعدم التبين والتفحص]

أيها الأحبة! من السلبيات أيضاً: جاءني أحد الأشخاص وقال لي: إنني أريد أن أبني مسجداً، وعندي مقاول من باكستان، وهذا المقاول أحبه وأتعامل معه منذ أمد بعيد، وهو رجل مخلص، فأعطيته المال لبناء مسجد، فقلت له: هذا الرجل الباكستاني، ما هو توجهه؟ ما هي حقيقته؟ قال: لا أعرف، لكنه من المحافظين على الصلاة معنا، قلت له: أعطني معلومات عن المنطقة التي يسكنها بدقة، فأعطاني المعلومات، وكان قد دفع للمقاول الباكستاني دفعة أولى، وقال: أنا الآن سأرسل الدفعة الثانية، قلت: توقف لا ترسلها، كانت دفعة كبيرة جداً، قلت له: لا ترسلها، فترة يسيرة، فذهبت وسألت وسألت فتبين لي أن المسجد سيبنى في منطقة كل أهلها من أهل البدع المكفرة، وسيبنى لهم هذا المسجد، وسيكون مناراً لهم في باطلهم، وهذا الإنسان الخيِّر المنفق يعرف من ظاهر هذا المقاول أنه إنسان صالح أو طيب، ولكنه لم يعرف الخفايا، لذلك جئت وأخبرته بالوضع كاملاً، فتوقف عن النفقة ولله الحمد والمنة، فقلت له: إذا أردت أن تضع مالك فضعه في المكان المناسب بعد أن تسأل وتتحقق من الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>