[من واجبات الآباء تجاه الأبناء إخفاء المعاصي والابتلاءات عن الأولاد]
الجانب الثاني: إخفاء الابتلاء عن الأولاد، أحياناً يكون الأب مبتلى بمصيبة معينة كشرب الدخان ويظهرها عند الأبناء، فيتأثر الأبناء، يقول أحد الإخوة: إن طفلاً صغيراً عمره أربع سنوات كان مع والده، والأب يقود السيارة ومعه السيجارة في يده، فسأل الوالد الابن الصغير: ماذا تتمنى أن تصير إذا صرت كبيراً؟ قال: أتمنى إذا كبرت أن أتعلم قيادة سيارة وأمسك سيجارة بيدي، كلام الطفل طبيعي؛ لأنه تأثر بالابتلاء الذي كان قد وقع من والده، يقول الذي روى هذه القصة: إن الأب أصيب بصدمة فترك من بعدها شرب الدخان.
أذكر كذلك أحد الجيران هداه الله كان له أبناء صغار، فكنت أذكره وأقول له: يا أخي إن أبناءك الصغار سيتأثرون بك في شرب الدخان، قال: لا ما يتأثرون، وأنا سوف أحاول أن أربيهم تربية سليمة، فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن أولاده صاروا يدخنون؛ لأن الأب قدوة، والابن يقتدي بوالده، فنقول: إذا كان الأب إذا كان مما أبتلي بهذه المشكلة أو هذه القضية، فليحاول أن يبعدها عن الأبناء، وأن يمنع نفسه أولاً، فإذا لم يستطع فعليه على الأقل ألا يجعل المرض يستشري إلى أبنائه من شرب دخان أو تفريط في صلاة أو غير ذلك، لكن إذا كان مبتلى ويريد أن يبحث عن علاج فليعالج نفسه، وفي نفس الوقت لا يجعل المرض الخطير يستشري في أبنائه.