للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملاحم المستقبل]

الوقفة قبل الأخيرة: ملاحم المستقبل.

كذلك لا بد أن نعلم أن المستقبل فيه دماء وأشلاء وملاحم، وسيكون للمسلمين ملحمة ضخمة مع النصارى، وملحمة ضخمة مع اليهود، وملحمة ضخمة مع الملاحدة، أما مع النصارى فقد بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك بمعناه، يأتون النصارى إلى المسلمين في ثمانين راية، مع كل راية اثنا عشر ألف -يعني قريباً من مليون- وستكون ملحمة كبرى ضخمة بين المسلمين والنصارى.

أما اليهود وبزعامة الدجال، فسيقاتلهم المسلمون حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم! خلفي يهودي تعال فاقتله.

أما الملاحدة فستكون هناك دماء وأشلاء وملحمة ضخمة بقيادة عيسى بن مريم عليه السلام ضد يأجوج ومأجوج الملاحدة، الذين يقولون: قد قضينا على أهل الأرض فهلموا لنقاتل أهل السماء، فيطلقون سهامهم إلى السماء، فترجع مخضبةً بالدماء فتنة من الله لهم، ويحاصر هؤلاء الملاحدة المسلمين في تيماء حتى يبلغ بهم الضنك والشدة مبلغه، حتى إن رأس الثور أو البقرة ليبلغ ثمناً هائلاً، ويقوم يأجوج ومأجوج بالقضاء على دول العالم الإسلامي، وابتلاء المسلمين في قراهم وفي هجرهم بشكل مخيف للغاية.

والنتيجة من ذلك كله: أن الدولة الإسلامية ستظهر وستبرز بالرغم من كل هذه الدماء وهذه الأشلاء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تكون نبوة، ثم يشاء الله لها إلى أن تنقضي، ثم تكون خلافة راشدة، ثم يشاء الله لها إلى أن تنقضي، ثم تكون ملكاً عضوضاً، ثم يشاء الله له إلى أن ينقضي، ثم تكون جبرية، ثم يشاء الله لها إلى أن تنقضي، ثم تكون خلافة تعم الأرض).

وقد بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الإسلام سيدخل كل بيت بعز عزيز أو بذل ذليل، وإن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار.

إذاً: كل بيت سيدخله هذا الدين، وسينزل عيسى بن مريم ويسقط الجزية، ولا يقبل من الناس إلا أحد أمرين اثنين: إما أن يسلموا وإما أن يقتلوا، فإذا لم يسلم فإنه سيقتل وينتهي، فلا يبقى على وجه الأرض إلا المسلمون فقط، وسيكون الإسلام هو الذي يضرب بجرانه، ويكون المسلمون هم الذين يملكون الأرض من أولها إلى آخرها، وكما تعرفون فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، لا بد من العمل ولا بد من التضحيات والبذل، ونحن لسنا مطالبين بالنتائج، نحن مطالبون بالعمل، ويكفينا أن نقدم ونرى ما قدمنا في صحفنا يوم القيامة، أما قطف الثمرة فإن قطفناها فخير على خير، وإن لم نقطفها فحسبنا أننا قدمنا، والله سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>