لعل الوقت ربما لا يسمح بذلك باعتبار أن جهود هؤلاء الرافضة في أفريقيا جهود طويلة وكبيرة جداً، وبالتالي تحتاج منا إلى عرض مفصل.
لكن أذكر نموذجاً واحداً من جهودهم في تلك البلاد، هذا النموذج هو: أن هؤلاء الرافضة ينتشرون في مناطق أفريقيا الوسطى، المناطق التي تعيش الفقر والجهل، وينشرون بينها المنهج الرافضي، ويستدعون الطلاب الأفارقة بأعداد هائلة جداً للدراسة في جامعات ومعاهد وحوزات إيران، حتى إنه ذكر في أحد التقارير أنه في عام من الأعوام استقدموا أكثر من (٣٠٠٠ طالب) من النيجر ونيجيريا وغيرها للدراسة في جامعات ومعاهد ومساجد وحوزات إيران، وهؤلاء بعد سنتين سيعودون دعاة إلى المنهج الشيعي في تلكم الدول الأفريقية، ويقول الذي ذكر هذا التقرير: إنه في هذا العام الذي حصل فيه هذا العمل ولعله عام (١٤٠٧هـ) يقول: إنه لم تعط للدولتين نيجيريا والنيجر وأظن دولة ثالثة إلا (٧٥ منحة) من الجامعات العربية، في مقابل (٣٠٠٠ منحة) للجامعات والمدارس والمعاهد الإيرانية، فكم النسبة عليكم أن تقارنوا وتعرفوا ذلك من خلال المقارنة.
كذلك هنا نقطة أريد أن أنبه عليها وهي: أن الرافضة مدعومون دعماً قوياً من قبل دولتهم، فالسفارات في أفريقيا ليست مثل سفارات العالم الإسلامي بأجمعها، فسفراء سفاراتنا الذين يعيشون في هذه السفارات همهم الأول والأخير شهواتهم ولذاتهم وغير ذلك، لكن سفراء الرافضة الهدف من تعيينهم هو الدعوة إلى المنهج الرافضي، وتجد أن السفارات الشيعية تشبه خلايا النحل، فهذه أشرطة توزع، وكتيبات تنشر، ونشرات في كل مكان، وليست كتيبات دعوة ودعاية لهذا البلد، دعاية لنهضة عمرانية أو لنهضة اقتصادية وأعداد شوارع وغير ذلك، كل ذلك لا يلقون له بالاً، بل القضية هي نشر الفكر الرافضي في تلكم البلاد الضعيفة الفقيرة، التي ليس فيها تعليم وليس فيها إعلام، وتستغل هذه القوة المادية والمعنوية في نشر الفكر الرافضي في تلكم البلاد.
هذا تقريباً ما لدي ولعلي أختم باقتراح ذكره بعض الإخوة وفقهم الله، يقول: أقترح حقيقة أن توزع مثل هذه الأشرطة؛ لعل أن يكون فيها خير وغير ذلك، وهذا اقتراح طيب، وأنا حقيقة أضيف على هذا الاقتراح اقتراحاً وهو: أن توزع هذه الأشرطة، وخاصة هذا اللقاء من الأسئلة والأجوبة يوزع على عامة الناس في المنطقة الشرقية بالذات؛ فلعل في هذا بعض البيان، وهو يعتبر جهد مقل ويسير، لعله يساهم في بيان حقيقة هذه الفرقة التي تهدف وتسعى إلى تحقيق أهدافها البعيدة المدى في إنشاء الإمبراطورية الشيعية الإسلامية العظمى، التي تمتد كما نبهنا من أفغانستان إلى لبنان، لتشمل الخليج العربي بأكمله، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرهم، وأن يجعلنا في منأى عنهم، وأن يفتح أعين المسلمين والمؤمنين كباراً وصغاراً مسئولين وغيرهم لجهود هؤلاء ولعمل هؤلاء؛ ليأخذوا الحذر منهم، ولينتبهوا لجهودهم وأعمالهم، فيوقفوهم عند حدهم، ولعل هناك نداء موجهاً إلى كل من بيده سلطة أن يدرس هؤلاء دراسة متأنية، ويأخذ ما تكلم به طلبة العلم حول هؤلاء، وأن القصد منه هو التنبيه والتحذير والبيان؛ حتى نحذر جميعاً ونسلم جميعاً من شر هؤلاء، ثم يضع نصب عينيه دراسة مناهج هؤلاء وفكرهم، فعند ذلك سيعلم أن هؤلاء يخططون للإيقاع بهذا المسئول وللارتقاء على كتفيه، لتحقيق أهدافهم التي يسعون إليها.