[أهمية استغلال الاختراق في الهجوم على أعداء الدعوة الإسلامية]
خامساً: الاختراق أو ما يسمى بالهكرز، وهذه القضية هي قضية حرب أو قضية هجوم ودفاع، فمثلاً: تجد هناك مواقع فاسقه وفاسدة أخلاقياً أو فكرياً لمذاهب هدامة سواء كانت داخل المحيط الإسلامي أو الديانات الأخرى، هذه المذاهب تحاول أن تضلل العوام وتلبس عليهم وتحاول أن تدعو الآخرين بتبني فكرهم.
فأنت مطالب بأن تقف في وجه هذه المواقع، والطرق الموجودة هي: طريقة الهجوم والدفاع، أما طريقة الهجوم فبتدمير هذا الموقع، وطريقة الدفاع في نشر الخير لينتشر ويغطي على هذا الشر، وأمر الدفاع تحدثنا عنه قبل قليل، وأما الهجوم فهو أن تدمر هذا الموقع؛ لأنه أحياناً إن لم تدمر هذا الموقع وإن لم تفسده أفسدك، وإن لم تقض عليه فإنه يفسد البرامج الدعوية التي تسعى إليها، فتجد أنك أحياناً تدعو أشخاصاً إلى الحق وفجأة وإذا بهؤلاء الأشخاص يخبرونك أنهم تلقوا رسائل ومعلومات من الموقع الفلاني يدعوهم إلى الفكر الفلاني، فترى أنهم يفسدون عليك.
إذاً: أنت مطالب بأن تفسد عليهم، فهذه القضية هي قضية حرب وقضية صراع.
فمثلاً: أحد الأشخاص في حرب الشيشان قال: رتبت أموري وأرسلت رسائل دقيقة مركزة إلى وزارة الدفاع الروسية أخبرهم أن في موقع كذا وكذا وكذا وكذا قنابل مؤقتة ستنفجر الساعة كذا والساعة كذا والساعة كذا، يقول: وإذا بأحد الأشخاص يخبرني بعد ذلك أن وزارة الدفاع الروسية استنفرت عشرات الآلاف من الضباط والجنود لتفتيش هذه المواقع، أليست هذه حرب استنزاف؟! جهد بسيط ويسير وسهل انظروا ماذا أثمر، بل أشارت إلى هذه القضية محطة البي بي سي البريطانية.
مثال آخر: أحد الأشخاص استطاع أن يعرف جدول خطوط الطيران الإسرائيلي متى تقيم؟ ومتى تنزل؟ وأين تذهب؟ وأرقام الرحالات؟ واطلع على برنامج الخطوط بأكمله؛ استطاع اختراقه والاطلاع عليه وعرف أسماء الأشخاص الذين يركبون الطائرة -مثلاً- من لندن إلى تل أبيب أو من تل أبيب إلى نيويورك، فأرسل رسالة أن الطائرة الفلانية المتجهة من تل أبيب إلى لندن والذي يتواجد فيها فلان وفلان وفلان وعدد أسمائهم فيها قنبلة ستنفجر الساعة كذا وكذا، فجاء أمر مباشرة إلى الطائرة بالنزول الاضطراري في اليونان، فهذا عمل وجهد بسيط لكنه حرب.
فبرنامج الهكرز لا بد أن يستثمر استثماراً جيد؛ لأن الهكرز هنا هو الاختراق وقد يكون حراماً إذا كان فيه الاطلاع على أسرار الآخرين، ودخول برامجهم واختراق أجهزتهم والاطلاع على ملفاتهم وعلى صورهم وهذا لا يجوز، إلا إذا كان في خدمة دين الله سبحانه وتعالى فقد يكون هذا جائزاً وخاصة مع من يعادينا ويحاربنا.
ومثال آخر: شخص من الأشخاص خدع طائفة ضالة منحرفة تنتشر في الخليج العربي وما حوله، فأظهر لهم أنه يريد تدمير مواقع أهل السنة، فأرسل لهم رسالة قال: لقد دمرت موقع كذا وكذا، فذهب إلى أشخاص معروفين واستعار مواقعهم لمدة ثلاثة أيام، وأعطوه كلمة السر لدخول مواقعهم، فدخل موقعاً موقعاً، وكتب على لوحة الموقع أنه اخترق هذا الموقع ودمره، ثم بدأ يتصل بهؤلاء ويخبرهم بأنه قد دمر هذه المواقع، فتأكدوا منه فوجدوا الأمر صحيحاً، فظنوا أن هذا الرجل مخلصاً لهم، ففتحوا له المجال، فأخبرهم أنه يحتاج إلى أموال، فلما عرفوا أن له طاقه عجيبة فتحوا له حساباً في أحد البنوك، ومدوه بالمال، وهو من أهل السنة.
إذاً: القضية ممكن أن تكون حرباً قوية تنتج وتثمر لمن استثمرها ولمن استغلها.