يذكر عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه عمل في سلك الوظيفة عشرات السنين، ويقولون: منذ ثلاثين سنة لم يأخذ إجازةً يوماً واحداً، ومن حقه أن يأخذ إجازة.
ويقولون: منذ خمس وعشرين سنة وهو يدعى للتقاعد براتب كامل ومع ذلك لم يتقاعد، هذا هو هم الإسلام، هم الدعوة ونشر الخير، ملأ قلبه وضميره وكيانه، لذلك انتشرت ثمراته في جميع أرجاء الأرض.
امرأة في أواسط إفريقيا، سجن زوجها من قبل بعض النصارى وطالبوها بفدية، فلم تدر إلى أين تذهب؟ لا تملك شيئاً، فقيل لها: لن يساعدك إلا ابن باز، فأرسلت له رسالة، فلما وصلت الرسالة وعرضت على المكتب، قال مدير المكتب للشيخ: ليس عندنا بنداً لدفع الفدية لرجل مسجون في أواسط أفريقيا، فقال لهم: اطلبوا من المحاسب أن يخصم عشرة آلاف ريال من راتبي، فإن لم يوفها فليكتبها ديناً علي وأرسلوها إلى المرأة.
امرأة في أوساط أفريقيا ينقذ الشيخ رحمه الله زوجها من أسر النصارى، إذاً: هم الإسلام في قلبه، ولذلك يقول الذين يجالسونه منذ سنين طويلة: لم نسمعه في يوم من الأيام يتحدث عن بيت أو أرض أو تجارة أو عقار أو استثمار أو بنوك أو غير ذلك، لا يتحدث إلا في النطاق الشرعي فيما يهم المسلمين، وإذا حدث عما يهم المسلمين بكى فترى الدموع تتقاطر من عينيه.