إن أعداء الإسلام بل أعداء الدين استغلوا ما يتعلق بالإمكانات المتاحة الموجودة أيما استغلال في سبيل نشر ما يدعون إليه وما يريدون نشره في أصقاع الأرض، ومن النماذج المتميزة في هذا المقام اليهود، فقد استغلوا كل الوسائل المتاحة في سبيل تلميع تاريخهم، وإبراز مناهجهم، والدعوة العامة الشاملة العالمية للتعاطف مع قضيتهم، فقلبوا الأمور وأظهروا الحق باطلاً ولمعوا الباطل وجعلوه حقاً.
إن من وسائل الدعوة المتطورة والمتغيرة والمتجددة وسيلة مهمة جداً ظهرت في الزمن الحاضر وبدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم، وبدأت تثبت نفسها بشكل غير متوقع، ألا وهي الإنترنت.
فالإنترنت من الوسائل التقنية التي يعدها البعض من مبتكرات القرن العشرين، ويعتقد البعض أن الإنترنت سيكون مجاله في القرن الواحد والعشرين، وسيكون له مردود غير متصور ويعطون نماذج تخيلية في هذا المقام.
ومن هذه النماذج: أن من أراد السفر إلى أي دولة من دول العالم فإنه يحتاج إلى جهد وبذل مال ويصاب بتعب وإرهاق، لكن في إمكانه أن يسافر عبر شبكة الإنترنت بالنظر ويتصل بأي شركة من الشركات مثلاً، ويتفق معهم على زيارة لندن بسعر معين، ثم بعد ذلك تبدأ في الفرجة والكاميرا تمر على الشوارع والحدائق والملاهي والمنتزهات، وتطلب من الشخص الذي يفرجك أن يتوقف عند هذا المنظر أو ذلك الشكل ويعلق عليه، فأنت تتفرج ما شئت في لندن أو غيرها من البلدان بشكل دقيق ومتكامل وأنت جالس على كرسيك أو على سريرك في بيتك، فكأنك زرت هذه المدينة ورأيت كل ما فيها وأنت مستقر في منزلك.
فهذا الجهاز يحتاج منا إلى استغلال، ومبادرة في أن نستغله لصالح الدعوة إلى الله، فالأعداء استفادوا من ذلك، ولذلك تجد أن الإنترنت الآن فيه من وسائل الدعوة الباطلة ووسائل الدعوة اللاأخلاقية الشيء الغير المتصور.
فالمواقع الإباحية الخليعة تعد بعشرات الملايين، فلو طلبت من برنامج من برامج البحث أن يعطيك المواقع التي تتحدث عن الشيء اللاأخلاقي الفلاني فسيعطيك، وهذه المواقع قد تتجاوز عشرين مليون موقع، على الرغم من أن هذه المواقع يضاف إليها المئات يومياً.
إذاً: استغلال الأعداء لهذه القضية واضح وبين.
أما عن استغلال الإنترنت في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فسيكون في المسائل التالية: أولاً: وقفة ابتدائية من الإنترنت؛ النشأة والظهور.
ثانياً: البرامج المتاحة في الإنترنت للدعوة إلى الله.