النقطة الثالثة: أين نشأ التشيع؟ نشأ التشيع وظهر في العراق، ويظن كثير من الناس أن موطن التشيع وبؤرة التشيع في إيران، أقول: لا؛ فإيران لم تكن شيعية إلا في الوقت القريب، يعني: قبل ثلاثمائة أو أربعمائة سنة فقط، أما قبلها على مدار الألف سنة فقد كانت إيران دولة سنية بحتة ليس فيها تشيع إلا القليل النادر، وعندما جاءت الدولة الصفوية نشرت التشيع.
أما ظهور التشيع وبروزه فقد ظهر في العراق، وسبب ظهوره في العراق يرجع إلى عدة أسباب: الأول: أن الحسين وآل بيته دفنوا في العراق في كربلاء في الكوفة، ولأن علي بن أبي طالب دفن فيها، فهؤلاء من محبتهم لآل البيت أرادوا أن يكونوا قريبين من قبورهم.
الثاني: أن العراق بؤرة التجمع المجوسي الفارسي، والمجوسية هي التي استغلت التشيع كستار لإعادة المجوسية إلى العالم الإسلامي مرة أخرى عن طريق التشيع.
إذاً: صار هناك عاملان: العامل الأول: أن بؤرة المجوسية العراق.
الثاني: أن آل البيت قد دفنوا في العراق، وبالتالي كان المجوس قد استفادوا من وجود آل البيت في منطقتهم سواء كانوا أحياءً أو موتى؛ لإظهار العقيدة المجوسية تحت ستار التشيع.
الثالث: الصراع التقليدي المعروف بين العراق والشام، فالعراق دائماً معارض للشام، وفي صراع مستمر منذ مدد طويلة، من قبل الإسلام وإلى وقتنا هذا، ولا تكاد تجد توافقاً بين العراق والشام أبداً بأي حال، حتى في هذا الزمان عندما قام حزب البعث العربي السوري وحزب البعث العربي العراقي ومنهجهم واحد ومؤسسهم واحد ميشيل عفلق، ومع أن الفكر واحد إلا أن الصراع أبى إلا أن يسلك مسلكاً، ولذلك تجد أن كلاً منهما أراد أن يزيل الآخر.
السبب الرابع: أن العراق كما صح في الحديث يظهر منه قرن الشيطان، كما بين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة جداً، وكذلك الفتن تظهر من العراق، كما أشار صلى الله عليه وسلم بيده نحو المشرق، ومشرق المدينة هو العراق، وبالتالي فالعراق منطقة ظهور الفتن، ومن ضمن هذه الفتن فتنة الشيعة الرافضة.