للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طرق الوقاية من العوامل الجانبية المفسدة لأخلاق الأبناء]

السؤال

ما رأيكم فيمن يسير مع أطفاله ببرنامج تربوي معين، ولكن إذا أتى إلى أهله أو أهل زوجته ولو ساعة واحدة أفسد ما كان يجني، بسبب الجهل خصوصاً من الكبار كالوالدين، وأنا أربي أولادي تربية حسنة جادة، ولكن هذه التربية يفسدها الأقارب، وأنا لا أستطيع أن أمنع أبنائي من الذهاب إليهم؟

الجواب

نعم، ذكرت وأشرت إلى أن قضية تأثر الأبناء بالعوامل الجانبية هذه مسألة عامة وشاملة، والانفكاك عنها قد يكون صعباً، لكن هناك مسألة إصلاح ما أفسدوا، فأنت الآن تسير على برنامج تربوي منظم ومرتب له بطريقة أو بأخرى، ثم حصلت ثغرات معينة إلزامية بسبب الاحتكاك بأقربائك أو أنسابك أو أهل زوجتك أو أخوال أولادك أو غير ذلك أو حتى أبيك أو أمك فأقول: إن هذه الثغرات ضعها في حسبانك أثناء وضع البرنامج التربوي، بمعنى أنك عندما تذهب بأبنائك إلى هؤلاء الناس ثم ترجع بهم فإنك تقوم بجمع المعلومات عما حصل، وبناءً عليه تستطيع أن تتخذ القرارات المناسبة فيما بعد.

وأذكر لكم مثالاً: هذا أحد الإخوة يقول: أذهب إلى خالي في كل أسبوعين إلزاماً من والدتي، وخالي هذا عنده أجهزة تلفاز في كل مكان، وأمي فيها صلاح وتقوى ولا تحب التلفاز، فقلت لأمي: أنا ما عندي مانع أن أحب خالي وأقبله لكن تعرفين أن أبنائي وعيالي يتأثرون بهذا التلفاز، وبعد ذلك قد يطلبون مني أن أشتري لهم تلفازاً فأنا لا أريد أن أذهب بهم إلى بيت خالي من أجل ذلك، قالت: لا، ليس معقولاً إنه أخي، قال: قلت: يا أمي أنا عندي رأي وهو إذا ذهب أبنائي معي إلى بيت خالي لا يفتح التلفاز، فوافقت أمي، فطلبت من خالي إغلاق التلفاز، وفعلاً حصل أنها إذا ذهبت إلى هناك أُطفئت الأجهزة بأكملها، يقول: وهذا مكسب ليس باليسير فيما يتعلق بالجانب التربوي، وصحيح أنا أتمنى ألا يذهبوا، لكن لا أستطيع، وبالتالي حاولت أن أحل بعض القضية، وحل القضية كاملة لعله يتيسر فيما بعد.

فأقول لكم: إن على الإنسان أن يسدد ويقارب، وإن شاء الله إذا كان ممن يتقي الله سبحانه وتعالى فإنه سيوفق في إيجاد الحلول تجاه هذه المشاكل التي تدخل عليه أو تفسد عليه ولو جزءاً يسيراً من برنامجه التربوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>