أما العصر الثاني: فهو مرحلة التدوين للكتاب المقدس الذي يسمى الويدا، ومرحلة التدوين هذه تمت على أيدي مجموعة من الآريين الذين اجتمعوا في اجتماع قوي وكبير جداً، فبدءوا يناقشون وضعهم وأنهم أقلية، وأنه من الممكن أن يندمجوا داخل هذا المجتمع فيضمحلوا ويزولوا، فاقترحوا أن تكتب الأفكار التي بدأت تنشر بين الناس في كتاب، ثم يعطى هذا الكتاب هالة من القدسية العجيبة، بحيث إن كل من سمعه أو قرأه أطاعه طاعة عقائدية، فاتفقوا على كتابة هذا النظام، الذي هو نظام الويدا أو آراء الويدا.
ولم يضيفوا في الويدا فقط مجرد إدراج تقديرهم واحترامهم لا، بل أضافوا فيها قضايا الآلهة والعبودية والقرابين وعبادة النار والتناسخ والحلول ووحدة الوجود كما سنعرف، وأضافوا فيه حقوق كل طبقة من الطبقات، ثم أخرجوه للناس على دفعات قليلاً قليلاً، ثم اندثرت هذه الفئة وجاءت فئة أخرى بعدها فأضافوا عليه وهكذا إلى أن تدون واكتمل هذا الكتاب، وهذه المرحلة استمرت طويلاً، يقولون: استمرت أكثر من ستة إلى سبعة إلى ثمانية قرون، وتعد من المراحل الطويلة ضمن هذه الديانة.