[جهود الرافضة للسيطرة على المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا]
أختم هذا الكلام بنقطة أخيرة وهي: جهود الرافضة المستميتة في سبيل السيطرة على الأماكن والتجمعات الإسلامية في أمريكا وفي أوروبا.
تعلمون أن هناك عدة مراكز إسلامية بنتها مثلاً: السعودية أو الكويت، أو أهل الخير في السعودية والكويت والخليج، سواء كان ذلك المبنى رسمياً أو أهلياً، وهؤلاء الرافضة بدءوا يسيطرون على هذه المراكز، مع أنهم لم يبذلوا في بنائها شيئاً، لكنهم يسيطرون عليها عن طريق استخدام وسائل متعددة ومركزة وذكية في ذلك.
فمثلاً: بعض المراكز الإسلامية في أمريكا وفي أوروبا وحتى في أفريقيا تستخدم مبدأ الانتخاب في تعيين مجلس إدارة هذا المركز؛ فهذا المركز أنشأته دولتنا أو أهل الخير مثلاً بخمسة ملايين دولار، فهو مركز ضخم يحتوي على مسجد ومصلى للنساء ومكتبة وقاعة محاضرات وسكن وأماكن تحفيظ قرآن وغير ذلك، لخدمة أبناء الجالية الإسلامية هناك، وهذا المركز عينت له الدولة فلاناً رئيساً وفلاناً عضواً وفلاناً عضواً، وهذا أمين صندوق، وهذا سكرتير إلى آخره، ومدة إدارتهم ثلاث أو أربع أو خمس سنوات وتنتهي، وبعد انتهاء المدة ينتخب بدلهم نفس الموجودين في المركز من الطلاب، فالطلاب هم الذين ينتخبون مجلس إدارة للمركز، فعندما تقترب مدة هؤلاء على الانتهاء ويعرف الرافضة أن هنالك انتخاباً يتوافدون من جميع مناطق أمريكا إلى هذا المركز، وكلهم طلاب، والبعض ينقل دراسته من الجامعة التي كان يدرس فيها ويسجل في الجامعة الموجودة في المدينة التي فيها المركز الإسلامي، والبعض لا يجد مجالاً للدراسة في المدينة التي فيها المركز فيطلب إعفاء لمدة فصل دراسي، والبعض الآخر يستخدم أساليب متعددة للحضور لهذه المنطقة، فهم يحضرون قبل ستة أشهر، ويظهر للناس أنهم من سكان هذه المدينة، ثم يبدأ الاقتراع، فتجد منهم أربعمائة أو خمسمائة شخص يتجمعون في قاعة المحاضرات، ثم تجد منهم ومن يقول: أنا رشحت نفسي رئيس مجلس إدارة، وتجد من أهل السنة من يرشح نفسه، أو واحد من أهل السنة أو اثنين أو ثلاثة ومثلهم من الشيعة، فعند الترشيح إذا رفعت يدي وقلت: أنا أرشح نفسي لمجلس الإدارة، وهم يعرفون أنني سني فيقال: من يرشِّح فلاناً فيرفع أربعون أو خمسون من أهل السنة أيديهم، فإذا جاء الشيعي وقيل: من يرشح هذا؟ تجد ثلاثمائة شخص كلهم يرشحونه، وبعض أهل السنة يرشحونه؛ لأنهم لا يعرفون ولا يعلمون مناهج هؤلاء، فتجدهم ثلاثمائة وخمسين يرشحون الشيعي، ثم تجد أن رئيس مجلس الإدارة والنواب والسكرتير كلهم شيعة، فيأخذون المركز، ثم يبدءون في نشر الكتب والأشرطة والكتيبات الشيعية، وتكون الخطبة بأيديهم، والمحاضرات بأيديهم، ودعوة المشايخ، ولا يدعون إلا مشايخ من إيران أو من العراق يلقون الدروس والمحاضرات، وينشرون الجانب الدعوي الرافضي في أمريكا نتيجة لذلك، فهم لا يخططون على مدار سنة، بل يخططون لسنين طويلة، ويرون أن مخططاتهم قد أثمرت.
وتجمعاتهم هذه ثمرة ليست بغريبة في نشر المذهب الشيعي وإبرازه في جميع أرجاء الأرض.
هذا ما لدي بخصوص هذا الموضوع، وفي اللقاء القادم إن شاء الله سنجيب عن الأسئلة بخصوص قضية الشيعة، وهناك أسئلة كثيرة جداً سنخصص لها درساً كاملاً.
قبل أن أنتهي هناك كتيب بعنوان (هذه نصيحتي إلى كل شيعي) للشيخ أبي بكر الجزائري فاستفيدوا منه، وهذه المحاضرة انشروها في الأماكن التي تستطيعون.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.