أما الخارجية، فهذا أمر كلنا نعرفه وكلنا نلم به، ولذلك لن أطيل فيه؛ باعتبار أنه أمر مفهوم.
الهجمة الخارجية فيما يرتبط مثلاً بهجمة النصارى على المسلمين في السودان والصومال والبوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو، وفي أذربيجان من قبل الأرمن، كذلك في العراق ولبنان ومصر وغير ذلك، وهي هجمة من قبل النصارى مدعومة من دول الغرب، وإما أن تكون الهجمة من الغرب مباشرة، أو أن الغرب هم الذين يحملون الراية بطريقة سرية، فعندما نتحدث مثلاً عن الهجمة الغربية ضد المسلمين في البوسنة والهرسك نجد أن البوسنة والهرسك التي كانت دولة مسلمة من سنة (٨٥٥هـ) للهجرة إلى زماننا هذا، كان الغرب يفكر في القضاء عليها، ولكنه لم يستطع؛ لأن الخلافة العثمانية كانت تحميها، فلما جاء الانقلاب الشيوعي في يوغسلافيا بدأ مسلسل القضاء على المسلمين، ولكنهم كانوا متماسكين، فاستطاع أن يستخدم معهم أسلوب الإذابة بدلاً من أسلوب الإبادة الحسية، ولذلك فإن هناك مسلمين لا يعرفون من الإسلام إلا الاسم فقط لا غير، لا يصلون ولا يصومون ولا يحجون، ولا ولا، ومع ذلك فالغرب لا يرضيهم ذلك، لا يرضيه إلا الإبادة الحسية، أما الاحتواء الشمولي والإذابة والمسخ والاندماج لا يكفيه، فقرر القضاء على الإسلام تماماً عن طريق الإبادة الحسية، وتزعم ذلك الأرثوذكس بقيادة الصرب، وكذلك الكاثوليك بقيادة الكروات وبدءوا التركيز القوي على المسلمين للقضاء عليهم، ثم بدأ الدعم الخارجي المتواصل من جميع دول العالم للقضاء على المسلمين في البوسنة والهرسك، فروسيا تدعمهم سياسياً وإعلامياً وعسكرياً ومادياً، ودول أوربا تدعمهم كذلك، وأمريكا تدعمهم كذلك، بل ودول إسلامية أخرى تدعمهم كذلك كإيران ومصر كما هو معروف عن طريق إمداد يوغسلافيا بالبترول وغيرها، بل وكل الدول الإسلامية تدعمهم عن طريق السكوت أو تعليق القضية بالمجلس النصراني المجرم-مجلس الأمن أو هيئة الأمم- وذلك عندما تجعل القضية بأيدي هؤلاء النصارى أو هؤلاء اليهود، ونحن نعرف أن رئيس الأمم المتحدة بطرس غالي وهو من الكاثوليك، ويعد هذا الرجل والصرب إخوة في الدين وفي المنهج وفي المعتقد وفي كل شيء.
مثال آخر في الهجمة الخارجية: الهندوس عندما قاموا بهجمة شرسة ضد المسلمين في كشمير، وضد المسلمين في الهند نفسها، ولعلكم ترون بعض النشرات الموجودة في المساجد، أو التي تذكر في بعض المجلات أو غيرها من الهجمة الشرسة من قبل الهنود ضد المسلمين، حتى إن بعضهم يصرح ويقول: أمام المسلمين واحد من أمرين: إما أن يكونوا هندوساً مثلنا، وإما أن يعودوا إلى وطنهم الأم باكستان، ليس هناك حل ثالث أبداً؛ ولذلك بدأت المذابح تترى، ومع أن هذه المذابح قديمة لكنها برزت وظهرت بشكل قوي، كما حدث في هدم المسجد البابري.
والبوذية كدين آخر ماذا فعلت في بورما؟ ماذا فعلت في منطقة أرَكان؟ فقد شردت مئات الآلاف وقتلت عشرات الآلاف من المسلمين في هذه المنطقة، كذلك ماذا فعلت في منطقة فطاني في جنوب تايلاند؟ تعمل الأفاعيل والأفاعيل ونحن لا نشعر ولا نعلم ولا ندرس ولا نقرأ، كذلك اليهود ماذا يفعلون بالمسلمين في فلسطين وفي جنوب لبنان وفي غيرها من المناطق بشكل علني، وماذا يفعلون بالمسلمين بشكل خاص عندما يمسكون بزمام الأمور في كثير من القضايا.