المنهج الذوقي: منهج ينتسب إلى الصوفية الغلاة، الذين يتذوقون الأشياء، فما أعجبهم ذوقاً أخذوه ليس عقلاً، بل كأنهم يتذوقون الأشياء فما كان حلواً أخذوه وما كان مراً رفضوه.
والمصدر الأول عندهم في تلقي العقائد هو القرآن الكريم، لكنهم يؤمنون به لفظاً ويخالفونه معنىً فالقرآن عندهم له ظاهر وباطن، فالظاهر هو لنا إذ يسموننا نحن أصحاب الظواهر، ويسمون أنفسهم أصحاب البواطن، ويسموننا أصحاب الشريعة، ويسمون أنفسهم أصحاب الحقيقة؛ ولذلك روي عن أحد زعمائهم الكبار -وهو الحلاج - يقول لأحد أتباعه: ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر، فإن ظاهر الشريعة كفر خفي، وحقيقة الكفر معرفة جلية، ولذلك فإن الصوفية يصلون في نهاية المطاف إلى إعلان الكفر المحض عن طريق إسقاط التكاليف جميعاً.