للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التعاون في دعوة العصاة والحذر من الانحراف معهم]

السؤال

يقول: أنا رجل مستقيم بإذن الله، وفي العمل تعرفت على أصحاب كثيرين، وهم يأتون إلى منزلي وأعرف أنهم مقصرون في الصلاة ولكنني أجالسهم وأناصحهم وأطمع إن شاء الله أن يهديهم الله وأن يستقيموا، فهل علي شيء في مجالستهم؟

الجواب

هذا الرجل إن كان هدفه من مجالسة هؤلاء أن يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يحرص على أن يغير حياتهم من الأسوء إلى الأحسن فهذا منهج من مناهج الدعوة، ولكن ينبغي الحذر ففي القضية نوع من الحساسية، فقد يأتيك الشيطان ويقول: إنك تدعوهم، ثم تستمر معهم في لهوهم ولعبهم وتقصيرهم بحجة أنك لا تريد أن تنفرهم وفي نهاية المطاف قد تنحدر معهم.

فنصيحتي لمثل هؤلاء إذا كان نجاحك مع هؤلاء صعباً فلِمَ لا تحاول أن تستعين بعد الله سبحانه وتعالى بآخرين، فتدعو أحد المشايخ والعلماء أو أحد طلبة العلم كإمام المسجد مثلاً، أو شباب آخرين في الحارة ليجلسوا معهم، أو تزورهم أنت بنفسك في بيوتهم كل على حدة، فلا يشترط أن يجتمعوا لكي تناصحهم، بل إن مناصحتهم على انفراد قد تكون أنفع بإذن الله سبحانه وتعالى، ولعل الله أن يهدي أحداً منهم فينضم إليك، وكلما كثر عدد الصالحين في هذا المجتمع الذي أنت فيه كان تأثيرهم أقوى.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>