الطبقة الرابعة طبقة الشودريين المنبوذين وهم الخدم والعبيد، فهؤلاء خصص لهم الأعمال الدنيئة كأمثال الكنس والتغسيل وتنظيف المجاري وتنظيف كذا، خصص لهم عمل دنيء في عرف هؤلاء الهندوس، وهذا الشودري إذا مر البرهم من الطريق لابد أن يجلس، أو إذا مر البرهم من الطريق إن لم يجلس لا بد أن يلتفت إلى الوراء، يعني: لا يريه وجهه حتى لا يتضايق البرهمي من وجه الشودري، وكذلك ليس من حق الشودري أن يأخذ مالاً أو يستخدم متاعاً وللبرهمي أن يأمره أن ينفذ كل شيء، وللبرهمي أن يقدمه قرباناً لبعض الأصنام التي لا ترضى إلا بدماء البشر، وقضية الإهانات التي يقوم بها الشودري ضد البرهمي كبيرة جداً، منها: إذا تكلم عليه قطع لسانه، وإذا مد يده قطعت يده، وإذا أهانه فعل به كذا وكذا، حتى لو قرأ الشودري الويدا صب في فمه الرصاص وفي أذنيه إلى أن يموت، وهذا أمر عجيب إذ إن الشودريين هم سكان الهند الأصليين، وأما البقية فيقال: إنهم من الآريين، أو ممن جلبهم الآريون معهم أثناء هجراتهم المتتابعة إلى الهند.
إذا قال قائل: ما الذي جعل النظام الطبقي في الهندوس عنيفاً جداً وقاسياً للغاية؟ ف
الجواب
أن هؤلاء البراهمة لكي يعطوا هذه الطبقية قوة قالوا: أيها الشودري إذا كنت ممتازاً في خدماتك ورائعاً في التزاماتك لمن هم أعلى منك، فإنك إذا مت فإن روحك ستنتقل إلى طبقة أعلى من طبقتك، وهذا مبدأ الحلول والتناسخ كما سنعرفه في الدرس القادم.
قالوا: ستنتقل إلى درجة أعلى؛ ولذلك تجده يستميت في خدمة الطبقات الثلاث، حتى إذا مات انتقلت روحه إلى طبقة أعلى إلى درجة الكشتر، لكنه لا يصل إلى البرهمي حتى ولو تكرر الموت عدة مرات.
وانتشرت عندهم قضية توارث العمل، أي: إذا كان هذا الرجل رجل زراعة، فإن أبناءه لا يمكن أن يستعملوا إلا في الزراعة، وإن كان الرجل كناساً للشوارع فإنه لا يمكن أن يأتي أبناؤه بوظيفة إضافية إلا كنس الشوارع، وبهذا المنهج استطاعوا أن يحددوا مسار الأعمال، فهناك قبائل معروفة مهمتها كنس الشوارع، وقبيلة كاملة تجدهم في الجيش، وقبيلة كاملة مهمتها الزراعة والتجارة، وهذا يعني حصر العمل وجعلوه ينتقل بشكل وراثي حتى لا تتداخل المهام فيفقدون السيطرة بعد ذلك.