للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اعتقاد الشيعة في توحيد الربوبية]

إن أول أنواع التوحيد هو: توحيد الربوبية، فما هو موقف الشيعة من توحيد الربوبية؟ للشيعة مواقف كثيرة جداً في توحيد الربوبية، سأقتصر فيها على بعض المواقف من باب التبيين لا غير.

أولاً: أنهم جاءوا إلى الكتاب العزيز القرآن الكريم وجعلوا أي آية فيها كلمة (رب) فمعناها (إمام)،مثل قوله تعالى حكاية عن فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:٢٤] هذه كلمة قالها فرعون، ومع ذلك قالوا معناها: أنا إمامكم الأعلى.

وفي قوله تعالى مثلاً: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر:٦٩] قالوا: وأشرقت الأرض بنور إمامها، فجعلوا كل كلمة في القرآن فيها (رب) بمعنى الإمام، فكأنهم جعلوا الإمام هنا هو في مرتبة الربوبية ودرجة الربوبية، وحرفوا كل آيات القرآن لتناسب هذا الجانب.

كذلك من ضمن النماذج في إشراكهم في توحيد الربوبية: أنهم قالوا: إن الدنيا والآخرة بيد الإمام يضعها كيف يشاء، ولذلك يقول صاحب (الكافي) الجزء الأول الصفحة (٤٠٩): عن أبي عبد الله أنه قال: أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء، ويدفعها إلى من يشاء، جائز له ذلك من الله سبحانه وتعالى.

فكأن الله فوض الدنيا والآخرة والجنة والنار لهؤلاء، ولذلك يقولون: علي قسيم الجنة والنار، يدخل من يشاء الجنة، ويدخل من يشاء النار.

ويقولون: إنه لا يمكن لأحد أن يجوز الصراط إلا إذا كان معه صك من علي بن أبي طالب، وهذا مشابه تماماً لأقوال النصارى فيما يرتبط بصكوك الغفران، فالنصارى يقولون: إن هناك صكوكاً إذا اشتراها الإنسان غفرت له ذنوبه ودخل الجنة، وأعطي بهذا الصك مكاناً في الجنة، فتكالب الجهلة من الناس -وكلهم جهلة- على هذه الصكوك يشترونها، وصار البابا وأتباع البابا يتنعمون بهذا المال.

وهذا المنهج النصراني هو منهج الشيعة تماماً، فهم يقولون: إن من لمن يكن معه صك ولاية لـ علي بن أبي طالب فإنه سيدخل النار، فجعلوا الجنة والنار والحساب والعقاب والميزان وغيرها بأيدي الأئمة يتصرفون فيها كيف يشاءون، فكأن الله سبحانه وتعالى قد تخلى عن ذلك تماماً، وجعل ذلك لهؤلاء الأئمة، وكأن هؤلاء الأئمة هم الأرباب الذين بأيديهم كل شيء.

من الجوانب الأخرى في شرك الربوبية: إسناد الحوادث الكونية للأئمة، فما من برق ولا رعد ولا زلزال ولا بركان أو غير ذلك إلا وللأئمة التصرف فيه، فإذا أرادوا إنزال المطر على أناس أمروا السماء فأمطرت، وإذا أرادوا أن يصيبوا إنساناً بصاعقة أمروها فأصابتهم بصاعقة، وهذا مسطر في كتاب (الكافي) الذي هو أصح الكتب عندهم، فقد قالوا: ما من برق ولا رعد ولا مطر ولا سحابة ولا بركان ولا ولا إلا وهو في أيدي أئمتنا يصرفونه كيف يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>