إبليس رأس الشر لا يهمه إلا أن يكون الإنسان معه في نار جهنم، ولذلك وردت النصوص الكثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى، عن اعترافاته أنه سيضل الناس وسيفسدهم، حتى يغيروا خلق الله وغير ذلك من أقواله، حتى تشعر أن هم الإفساد هو الأصل الذي يسير عليه إبليس، فهل يئس الشيطان؟ لم ييأس منذ أن خلق الله آدم إلى آخر نفس تخرج من إنسان على وجه هذه البسيطة، فمنذ ذلك الزمان إلى هذا الزمان وهو يبذل وسعه في إفساد الإنسان.
قام رجل عابد زاهد بالاعتداء على امرأة والزنا بها، ثم خاف من الفضيحة فقتلها فذهب إبليس إلى أهلها وقال لهم: إن الذي قتلها هو الزاهد العابد الذي ادعى أنه سيقرأ عليها، فحفروا قبرها ورأوها مقتولة، فقرروه فأقر، وعرفوه بجريمته فاعترف، فحكموا عليه بالإعدام، فقيدوه وذهبوا به إلى مكان الإعدام، عند ذلك تراءى له إبليس وقال: أتريد أن أنقذك، قال: نعم، قال: لن أنقذك إلا إذا فعلت شيئاً واحداً، قال: ما هو؟ قال: أن تسجد لي، قال: يا غبي أسجد لك وأنا مربوط الأيدي والأرجل؟ لا أستطيع، قال: لا، يكفيني منك أن تشير برأسك فقط، وفعلاً أشار برأسه ثم اختفى إبليس بعد أن حقق ما يريد، فهذا الرجل كان عاصياً مرتكباً لكبائر متعددة متتابعة، ولكنه ليس بكافر، أما الآن فقد كفر، عند ذلك انتهى أمر إبليس مع هذا الرجل، لينتقل إلى غيره، وإلى آخرين وهكذا.
إذاً: تبقى قضية واحدة وهي أن هذا العدو لا ييأس ولا يتعب أبداً.