كذلك للمرأة الداعية أن تبذل جهودها الدعوية مع جيرانها، وتعلمون أن لقاءات النساء بالنساء أكثر بكثير من لقاءات الرجال، فمثلاً: في الحارة التي نسكن فيها نجد أن النسوة يلتقين كل أسبوع مع بعضهن البعض، فكنت أفكر وأقول: إن بعض رجالات هؤلاء النسوة لم ألتق به من سنوات طوال أكثر من خمس سنوات، يعني: لم يدخل علي ولم أدخل عليه، وإنما نتحدث سوياً عند الباب أو في الشارع، أو عند الذهاب إلى المسجد، أو عند الخروج من المسجد، أما الالتقاء داخل البيوت أو غير ذلك فلا، أما النساء فيلتقين باستمرار بشكل متتابع، فأقول: إن هذه اللقاءات المتتابعة مجال خصب وقوي ومثمر في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وكما تعلمون أن قلب المرأة رقيق وعاطفي، فأي قصة أو حادثة أو واقعة أو غير ذلك تؤثر فيها لا محالة، وبالتالي فإن على المرأة أن تستغل هذا الجانب وتركز عليه من خلال احتكاكها مع جيرانها وجاراتها، وتحاول قدر جهدها أن تستثمر هذه اللقاءات في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بحيث لا تكون مجرد كلام وأكل وشرب وغير ذلك.