[اعتقاد الشيعة أن علم الأئمة متلقى بالوحي والإلهام]
أيضاً: يقولون: إن علم الأئمة يتحقق عن طريق الإلهام والوحي، ولذلك يقول الكليني في (الكافي): باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم، وتطأ بسطهم، وتأتيهم بالأخبار.
يعني: أنه يوحى إليهم، وبما أن الأئمة يوحى إليهم، فليس هناك داع أن نرجع إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس هناك داعٍ أن نأخذ منه، فالملائكة تدخل بيوت الأئمة وتطأ البسط، وتجلس معهم، وتلتقي بهم، وتأتيهم بالأخبار، وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله الذي هو جعفر الصادق: منا من ينكت في أذنه، ومنا من يوحى إليه، ومنا من يأتيه ملك أعظم من جبريل وميكائيل.
في رواية ذكرها الكليني في (الكافي)، وهذه الرواية تدل على أن هؤلاء الأئمة يوحى إليهم.
فهم يعتبرون الأئمة في منزلة الأنبياء، بل في روايات أخرى يرفعون هؤلاء الأئمة إلى درجة أرفع من الأنبياء، كما يقولون في الرواية المشهور عندهم التي تواترت عن كل علمائهم: إن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
يعني: أن جميع الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين لا يستطيعون بلوغ مرتبة هؤلاء الأئمة، وعلى هذا ليس هناك داع إلى أن تأخذ من هذا الرسول.
انظروا كيف يعملون الحواجز والعوائق لرد السنة، فهم لا يقولون: نرد السنة، ولا يقولون لا نعترف بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لا، ولا يصرحون به مباشرة، وإنما يضعون عراقيل لإبعاد الناس عن التلقي من السنة مباشرة، كما فعلوا مع القرآن الكريم.
ويريدون أن يرفعوا من شأن الإمام مثلاً، فيقولون: إن أئمتنا يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
فإذا كان الأئمة يعلمون الغيب ويعلمون ما كان وما سيكون، فليس هناك داع أن نرجع إلى أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقولون: إن أئمتنا يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا باختيارهم.
كما ذكر الكليني في (الكافي): باب: أن الأئمة يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا باختيارهم.
ففي هذه الحالة هؤلاء الأئمة يعلمون الغيب، ويعلمون ما يرتبط بالمستقبل، فهذه ميزة تجعلهم مقدمين على الرسل.
وكذلك يقول المجلسي في (بحار الأنوار) في الجزء (٢٦) في صفحة (١٣٢): إن الله يرفع للإمام عموداً يرى به أعمال العباد جميعاً، فإذا أراد هذا العمود فإنه يرتفع له، فيرى عملك وعمل فلان وفلان.
ويقولون كلاماً كثيراً فيما يرتبط بمعرفة من الذي سيدخل الجنة، ومن الذي سيدخل النار، فيعرفون أن فلاناً سيدخل الجنة وفلاناً سيدخل النار، وأن هذا فيه كذا وهذا فيه كذا، وكل ذلك مرتبط بعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، فإذا كان هذا مختصاً بالأئمة، فمعنى ذلك أن هؤلاء الأئمة أفضل من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين، وبالتالي لا داعي يا شيعتنا أن تأخذوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ارفضوه وارفضوا ما جاء به، وهذا هو لسان الحال بالنسبة لهم.