هناك نساء يكثرن من الحلف بالله على الناس، وبعضهن تقول: قد حلفت أكثر من ثلاثين مرة، وبعضهن على أولادهن كي لا يفعلوا شيئاً أو ليفعلوا شيئاً، وهن يسألن: هل في ذلك كفارة؟ وهن يردن التوبة.
الجواب
أولاً: تعويد الإنسان لسانه على كثرة الحلف هذا أمر نهي عنه، فقد ورد في قول الله تعالى:{وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}[البقرة:٢٢٤] هذه أصل من الأصول التي ينبغي أن نجعلها أمامنا باستمرار.
ثم إن قضية الحلف الكثير هنا سيجعل الإنسان يستهين به حتى في المسائل التافهة البسطية، وفي المسائل المهمة جداً، فيجعلها على درجة متساوية، فلا يجعل للحلف تلك القيمة والمنزلة.
النقطة الثالثة: أن الحلف ينقسم إلى أقسام، فهناك اليمين المعروفة الثابتة التي إذا خالفها كفر، وهناك الأيمان التي تعد من باب اللغو، مثل: أن تحلف بطريقة سلسة وسريعة وأنت تحلف عليه كأنك معتاد لهذا الكلام، لكن هذا الأمر الأصل فيه ألا يكثر منه الإنسان، أخذاً بقول الله تعالى:{وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ}[البقرة:٢٢٤].
وهذه المسألة تعد من لغو اليمين:{لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}[البقرة:٢٢٥] فتعد من لغو اليمين، لكن الحلف على شيء معين: والله العظيم لأذهبن مع هذا لفعل كذا، والله إن ذهبت من هنا لأفعلن كذا، فذهب، فعليه كفارة معينة حول هذه المسألة، وكلكم تعرفون مسألة الكفارات وما يتعلق بها.