الآن ننتقل إلى النقطة التالية: وهي دراسة خاصة لقضية الخليج والرافضة.
في البداية سنطرق قضية الرافضة في مجتمعنا، وكلنا يهتم بوجود هؤلاء الرافضة، وربما يعايشهم ويحتك بهم، سواء من خلال الدراسة، أو من خلال العمل أو من خلال الزيارات، وربما من خلال الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، وربما يلتقي الواحد منا بهؤلاء الشيعة فيحب أن يعرف شيئاً عنهم، فهذه هي المعلومات عنهم: أولاً: أصل الشيعة في المنطقة الشرقية.
الأصل لهؤلاء في الجملة يرجع إلى أنهم أناس قدموا إلى المنطقة الشرقية من إيران ومن بلاد العراق، إبان الضغط السني على هؤلاء الكفرة للانضمام إلى المنهج السني، أو من خلال ردة الفعل السنية تجاه جهود الرافضة التخريبية في المناطق السنية، فكانوا يهربون من هذه المناطق بعد عمل فساد من تخريب أو قتل أو اعتداء أو غير ذلك، ثم يتجمعون في مناطق بعيدة عن منطقة الخلافة وفي مناطق محيطة أو قريبة من الربع الخالي ليسهل لهم فيما بعد الهروب والدخول في الصحراء، فبدءوا يتواجدون في منطقة القطيف والأحساء وغيرها، والقطيف والأحساء قديماً قبل قدوم الرافضة كانت مناطق عربية صرفة لبني عبد القيس، وكان فيها أناس من الأزد، وفيها من قبائل أشجع وغيرها، فكانت مناطق عربية، ثم بدءوا يتوافدون إليها شيئاً فشيئاً ويزداد عددهم، وبدءوا يخططون لإقامة الدولة، وفعلاً أقاموا الدولة القرمطية المعروفة المشهورة التي فعلت الأفاعيل، وبعد قيام الدولة القرمطية تمكن هؤلاء من الازدياد والتكاثر، وانضم إليهم من أحبهم من أجزاء مختلفة من مناطق العالم، حتى صار لهم تمركز وقوة، إلى أن اضمحلت دولتهم كانحلال سياسي، لكن بقي لهم وجود وبقي لهم تكاثر وتناسل، وتقوقعوا على أنفسهم داخل هذه المناطق فلم يندثروا ولم ينتهوا، فهم يشكلون في المنطقة الشرقية نسبة غير معروفة، فهم يقولون عن أنفسهم: إنهم يشكلون في المنطقة الشرقية نسبة عالية يصلون بها إلى (٢٠%)، والصواب في ذلك أنهم لا يتجاوزون (١٠%) أو ربما (٥%)، هذا إذا أسأنا الظن، لكن الأصل في هذه المسألة أن نعطيهم حجماً أكبر حتى نأخذ الحذر منهم.
وهم يتكاثرون بشكل غريب جداً، ويتناسلون بشكل متسارع، ويتواجدون في عدة مناطق، لكن نسبتهم في مناطق معينة تكاد تصل إلى درجة (١٠٠%) مثل: بعض القرى كأم الحمام أو الجشة أو القطيف أو غيرها، وتكاد نسبتهم تصل إلى (٥٠) أو (٤٠) أو (٣٠%) في الأحساء أو في قرى الأحساء القريبة وغير ذلك، فهم يتفاوتون في مسألة النسبة بحسب كل قرية بذاتها.
وهم يتواجدون بشكل بيّن وواضح في القطيف وقراها من أمثال: العوّامية وأم الحمام وما يحيط بها من مناطق كصفوة وتاروت والجشة وغيرها، ويتواجدون في البطّالية والأوجان، وفي مناطق متعددة في المنطقة الشرقية، وبعض المناطق تعتبر شيعية صرفة بحتة، والبعض منها محتوية على بعض من أهل السنة، وتواجدهم في القطيف وفي مناطق القطيف يختلف بحسب كبر المنطقة، فكلما كبرت المنطقة كلما داخلها أهل السنة، وأحياناً يكون هؤلاء من موظفين يذهبون إلى هناك للعمل، أو يكونون من غير السعوديين يعملون هناك، لكن جملة الشيعة يشكلون الغالبية العظمى وخاصة في القطيف وقراها.