النقطة الرابعة: الصراع داخل الأسرة، هذه مسألة موجودة في كل الأسر، سواء كان ذلك على مستوى الصراع بين الأبناء الصغار، أو الصراع بين الأبناء الكبار، أو الصراع بين البنين والبنات، أو الصراع بين الأب والأم، أو الصراع بين الإخوة الكبار المتزوجين، فهذه عوامل ستولد آثاراً سيئة فيما يتعلق بالتربية.
إن مسألة الصراع داخل الأسرة شر، وهو موجود في كل أسرة، ولكن تختلف الأسر في وجوده قلة وكثرة، ومن الأسباب الأساسية في وجوده: الفراغ، ولو أن كل واحد في الأسرة منشغل بأعمال متتابعة وارتباطات مفيدة متتابعة فلن يجد وقتاً ليتكلم مع هذا أو ذاك أو المشادة أو حتى التضارب أو غير ذلك.
لعل هذه المسألة قد يفهما البعض بأنها مسألة اعتيادية أو مسألة طبيعية، لا، هذه لها ردات فعل ليست باليسيرة، خاصة إذا مال الأب إلى أحد الأبناء وأيده، فإن الابن الآخر أو البنت الأخرى ستحاول أن تنتقم، ولكنها لا تستطيع فماذا تصنع يا ترى؟ تتجه لتنفيذ ما في نفسها أو يتجه الطفل لتنفيذ ما في نفسه مع الأقران، ثم يبدأ أهل الشر بالتقاط هؤلاء الذين يعيشون هذه الحالة النفسية، ثم يبدأ الفساد.
لذلك ينتبه لهذا الجانب، ويحاول كل أب أن يضيقه شيئاً فشيئاً ويحاول ألا يجعل له امتدادات لا من هنا ولا من هناك.