الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على نبينا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن العنوان عنوان علمي يتعلق بمنهج ندين به جميعاً ونحبه ونجعله في قلوبنا، يتعلق بمنهج ندافع عنه بأرواحنا ونفتديه بأبنائنا وأزواجنا وأموالنا، ذلكم المنهج هو معتقدنا وديننا وبالتالي فمعرفة هذا المعتقد مما يتعين بالضرورة على كل طالب علم.
ويتحقق من معرفته والالتزام به: الدعوة إليه ونشره في الآفاق.
ولا يغيب عن أذهانكم إن كنتم ممن يسعون إلى هذا المنهج ويدعون له، ويرفعون من شأنه ويحبون نشره في الآفاق، أن هناك أناساً يسيرون على نفس المنوال ولكنهم يدعون إلى مناهج باطلة، فكما أنكم تدعون إلى منهجكم بقوة مستخدمين في ذلك كل الوسائل المشروعة في نشر هذا المنهج، فكذلك هناك أناس يرفعون مناهجهم، ويحاولون بثها في الآفاق مستخدمين في ذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
إن الحديث عن أصول التلقي في الاعتقاد بين أهل السنة ومخالفيهم يتطلب منا أولاً الحديث بشكل مجمل عن أصول التلقي في الاعتقاد عند بعض الديانات؛ لأننا قارنا بين فئات على رأسها أهل السنة والجماعة، وفئات أخرى تمثل مشارب عقائدية مختلفة.