عقيدة الرجعة: هي اعتقاد الشيعة برجعة أئمتهم، وبرجعة أعدائهم قبل يوم القيامة، ولذلك يروون عن جعفر الصادق أنه قال: ليس منا من لم يؤمن بكرتنا، أي: برجعتنا.
ويقولون: إن الإقرار بالتقية والاعتراف بها من القضايا التي تعد من صميم عقيدة الشيعة، فمن أنكرها فقد أنكر دين الشيعة وخرج منه، ولا بد من الإقرار بها، ويضعون على الإقرار بها أجوراً عظيمة جداً، بل ويذكرونها في الأدعية وفي الزيارات وفي يوم الجمعة وفي الصلوات، وفي كل وقت تجدهم يدعون ويطلبون عودة، فعندهم الإمام المنتظر، ولذلك نحن عندنا مثلاً إذا قلنا:(ص)، أي: صلى الله عليه وسلم، أو (رض) أي: رضي الله عنه، فعندهم اصطلاح كذلك اسمه (عج)، أي: عجل الله فرجه، أي: هذا المهدي المنتظر الذي اختفى في سرداب سامراء، وسيرجع في آخر الزمان، فهم يدعون الله سبحانه وتعالى دائماً بأن يعجل الله فرجه.
والرجعة تشمل أصنافاً ثلاثة: الصنف الأول: خروج المهدي المنتظر الذي اختفى في سرداب سامراء سنة (٢٥٥هـ)، هذا الرجل الذي سيخرج في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونعمة وخيراً ورفقاً وغير ذلك، بعد أن كانت مليئة بالظلم والجور.
فـ المهدي المنتظر عندما يخرج إلى الدنيا يحيي الله معه مجموعة من الناس، من أبرز هم الأئمة، فالأئمة سيظهرون كلهم؛ ليكونوا معينين للمهدي في ترتيب أمور الدنيا، هؤلاء هم الصنف الأول.
الصنف الثاني: هم ولاة المسلمين الذين اعتدوا على الشيعة واغتصبوا الخلافة، ويركزون على أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم.
حتى إنهم يروون روايات كثيرة: أن المهدي عندما يذهب إلى المدينة فإنه يأمر بحفر قبر أبي بكر وعمر ويخرجهما طريين ثم يصلبهما على شجرة، ثم يحرقهما، ثم يذرهما في البحر، وهذا من باب الانتقام.
وكذلك سيحيي عائشة ثم يقيم عليها حد الزنا، وهذه الروايات مسطرة في كتبهم بلا استثناء، ولذلك كان من الغرابة جداً أن يقوم الشيعة بالثورة على سلمان رشدي، الذي سطر في كتابه (الآيات الشيطانية)، كثيراً من القضايا التي يعتقد بها الشيعة اعتقاداً جازماً، فقد اتهم عائشة بكذا وكذا، واتهم أبا بكر وعمر وكثيراً من الصحابة، ومع ذلك أهدر دمه الخميني، وهذا من باب الدعاية الإعلامية السياسية، التي استطاع أن يغزو بها المسلمين؛ لأن غالب المسلمين بدءوا يقولون: انظروا إلى زعمائنا الذين يمثلون أهل السنة والجماعة لم يصدروا قراراً واحداً تجاه سلمان رشدي الذي تهجم على الإسلام، أما الخميني فقد جعل مليون دولار لمن يقتله، وأهدر دمه، وهذا يدل على مدى غيرتهم على الإسلام، مع العلم أن في كتاب سلمان رشدي وكتب الشيعة تتطابقاً شبه كلي في الرأي والطرح.
الصنف الثالث: الذين آمنوا إيماناً قطعياً من الشيعة، هؤلاء يظهرون ويبرزون، وهذا فيه نوع من الدعاية للشيعي؛ لكي يتمسك بشيعيته، حتى يخرج مع المهدي ويكون من جنوده.
وكأنهم يعطون الشيعي دفعة قوية للتشيع، حتى ينضم الشيعي فيما بعد إلى جيش المهدي المنتظر.