مسألة صغائر الذنوب التي لا ينفك منها أحد، هذه كلنا نعملها، ليس هناك إنسان معصوم إلا الأنبياء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:(لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم).
إذاً: كلنا نذنب، بل ولا بد أن نذنب، هكذا أراد الله إرادة كونية، لابد من أن نواجه الذنب، لكن مطلوب منا عمل الصالحات التي تقضي على الذنوب وتمحوها، قال تعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود:١١٤].
فإذا عمل الإنسان الصغائر وكرر الأعمال الصالحة ورددها فإن هذه تمحو هذه، وهذه تلو هذه، وهذا ما اصطلح العلماء عليه من مكفرات الذنوب، ومكفرات الذنوب كثيرة، منها: التوبة، والاستغفار، والأعمال الصالحة، ومنها: المصائب الدنيوية التي تصيب المؤمن، ومنها: ما يعمله المؤمن في حال حياته وينظر إلى نتيجته عندما يموت، ومنها: القبر وما فيه، ومنها: القيامة وأهوالها، ومنها: رحمة الله، كل هذه تعد من مكفرات الذنوب التي تلغي عن المؤمن كثيراً من ذنوبه التي فعلها في حال الدنيا.