موقف رابع: هذا شخص آخر جيء به إلى مسجد الراجحي أو لعله جامع زياد لا أعلم، إنما الحادثة وقعت بهذه الصورة التي سأذكرها لكم، وتعرفون أن جامع الراجحي في الربوة، وجامع زياد في حي سبيع، كلها لديها إمكانية في تغسيل الموتى، جيء بشاب جميل القسمات أبيض مشرباً بحمرة، وهذا الشاب مات في حادث، وكان عمره يتراوح بين الثالثة والعشرين إلى الخامسة والعشرين فأدخل إلى المغسل، فبدأ أحد الشباب المتطوعين يغسله، وكان معه أحد المعاونين، وفجأة بدأ ينظر إلى وجه هذا الشاب الجميل فعلاً، لكن هذا الوجه بدأ يتغير تدريجياً من البياض إلى السمرة، والسمرة تزداد وتزداد حتى اسود وجهه تماماً وصار كالفحم.
ارتاع هذا الشاب الذي تطوع بغسله، فهو لأول مرة أو للمرة الثانية يشارك في تغسيل الموتى، خرج من المغسلة وهو في أشد حالات الخوف، لأنه شاهد الجسد أبيض والوجه أسود، فسأل عن ولي أمر هذا الشاب، فقيل له: ذلك الرجل الذي في الركن الفلاني، فذهب إليه مسرعاً، وقال له: أنت والده؟ قال: نعم، قال: ماذا كان يعمل ابنك؟ قال: لا أعرف، قال: أكان يصلي؟ قال: لا، والله ما كان يعرف الصلاة قط، قال: فأخرج ابنك فو الله لا أغسله في هذه المغسلة، فحُمل ولا يعلم أين ذهب به.
إذاً: لحظة حاسمة وحرجة ودقيقة، حددت المصير وبينت النهاية لهذا الشاب.