أولاً: أفغانستان: أفغانستان دولة مجاورة لإيران بشكل تام وترتبط معها بحدود طويلة، وهذه الدولة لا تطل على البحار ولا على المحيطات أو غيرها، وترتبط بالاتحاد السوفيتي بحدود طويلة جداً، وترتبط بباكستان بحدود طويلة جداً كذلك، وهذه الجمهورية عندما غزيت من قبل الشيوعية وحصلت الحرب الإسلامية ضد الشيوعية، كان ممن شارك في الحرب مشاركة صورية أحزاب شيعية متعددة، قوامها ثمانية أحزاب وقيل: تسعة أحزاب، وهذه الأحزاب الشيعية كانت تكدس السلاح بشكل غريب للغاية، فكانت تطالب أمها إيران الممولة لها: لم لا يسمح لنا بالمشاركة في الحرب ضد الروس؟ فكانت إيران تقول لهم: لم يحن الوقت بعد للدخول في حرب مع العدو، فاستمروا على هذا السكوت إلى أن اندحرت الشيوعية وسقطت، عند ذلك رفعت إيران لافتة: حان وقتكم الآن؛ لأن هذه الدولة صارت بأيدي المسلمين، وفعلاً ظهر السلاح والتدريب عليه بشكل عجيب جداً، فصار للشيعة صولة وجولة في أفغانستان، حتى إنهم يشكلون جانباً قوياً في اتخاذ القرار في ذلك البلد، بل ويسيطرون على جانب كبير من كابل والأجزاء الممتدة من كابل إلى إيران، وهناك خطوط طويلة جداً ومناطق كثيرة جداً يسيطرون عليها، بالرغم من أنهم لا يشكلون إلا أقلية قليلة لا تتجاوز (١٠%)، ويطالبون بأعداد كبيرة من الأعضاء في البرلمان، وبأعداد كبيرة من الأعضاء في مجلس الوزراء، وبغير ذلك مما يفوق الحد الذي يناسبهم من ناحية الكم العددي بالنسبة لغيرهم من السكان؛ وهذا القدر الكبير يريدون أن يأخذوه إما بالرضا أو بالقوة، فإن رفض هؤلاء الذين يصارعونهم فإنهم سيفرضون عليهم الأمر بقوة السلاح، وأنتم ترون ماذا يفعلون عن طريق تحالفاتهم المشبوهة المستمرة، فمرة يتحالفون مع الحزب الفلاني، ومرة يتحالفون مع الحزب المعادي له، وهدفهم في هذا هو أن يكثر الانشقاق وتستمر الحرب بين المسلمين، فيضعف كلا الفريقين ويكونون هم بمعزل وبمنعة عن الحرب إلا قليلاً، ثم بعد ذلك سيبرزون ويظهرون وبالتالي سيكون للشيعة صولة وجولة فيما بعد في أفغانستان، وستكون عندهم إمكانية اتخاذ القرار في ذلكم البلد.