أقصد بذلك البيت الحسي أو البيت الجاف أو البيت الجامد، أي: أن المرأة لابد أن تكون داعية في البيت المصمم؛ ليكون سكناً لها، فالمرأة عندما تضع مكتبة صغيرة في غرفة النساء، فإنها بهذا قد أثثت بيتها تأثيثاً دعوياً، وعندما تضع لوحة صغيرة فيها بعض النشرات الجميلة في مكان ظاهر في بيتها، فإنها قد أثثت البيت تأثيثاً دعوياً، وعندما تتعاهد مجلس الرجال بالكتيبات المستمرة، بحيث تجدد فيها وتغير فيها عندما تعلم أنها قد قرئت مرات ومرات، فهي بهذا تكون قد ساهمت في إنشاء البيت الدعوي، كذلك عندما تركز المرأة على طهارة المنزل وفرشه وأثاثه، فهي بهذا تعتبر امرأة داعية في بيتها الجامد الجاف، وعندما تبذل المرأة مساعيها في مسألة ستر شبابيك البيت، حتى لا ترى إذا فتح الشباك أو فتحت الستارة، أو ترى غيرها من جيرانها عندما تطل أو عندما تنظر من خلال النافذة تكون قد حققت جانباً دعوياً في بيتها؛ لأنها قد لا تنظر هي، لكن قد يأتي الشيطان إلى أحد أولادها أو بناتها فينظر إلى شيء ما قد يثيره ويلتصق بقلبه فلا يزول إلا بصعوبة، لكن إذا قطعت حبل الرجعة من أول الأمر، فإنها بهذا قد حققت جانباً دعوياً.
وعندما تنظر إلى سور بيتها الذي يعد في الجملة مكشوفاً بالنسبة لجيرانها، فإنها تعرض على زوجها أو أولادها أن يبنى هذا السور أو يرفع، فتكون بذلك قد حققت جانباً دعوياً لها ولأولادها ولجيرانها.
فهذه نماذج وإلا فالقضايا الدعوية المتعلقة بالبيت كثيرة جداً، فينبغي للمرأة أن تضع هذا نصب عينيها، فإن هذا من الجوانب الدعوية التي نغفل عنها ولا نلقي لها بالاً، مع العلم أن الكثير من القضايا الإفسادية قد تحصل بسبب هذا التقصير، فلو أن شاباً في مقتبل العمر ربيته أيتها المرأة تربية حسنة، فاعلمي أن الشيطان لم يتوقف عن الدعوة إلى باطله، فأنت تعملين والشيطان يعمل، ففجأة فتح هذا الشاب الشباك والنافذة فنظر منها فوقعت عينه على جيرانه، فيتعلق قلب هذا الشاب بما رأى، فتفسد كل الجوانب التربوية والدعوية التي بثثتيها في قلب هذا الابن، وبالتالي تكون النتيجة ربما الانحراف بالنسبة لهذا الولد أو بالنسبة للبنت، والسبب في ذلك أنك قصرت في جانب دعوي مرتبط بالمنزل وأثاث المنزل وغير ذلك.