[دور اليهود في إفساد المرأة والإفساد بها]
لقد عرف المجتمع الفاسد - مجتمع اليهود والنصارى - ما للمرأة من تأثير دعوي، فجعلوها في الواجهة لدعوة الآخرين للوقوع في حبائلهم، لقد استخدموا المرأة للدعوة، أو إن شئت فقل: للدعاية، فالمرأة تخرج في التلفاز، وتخرج في الإذاعة، وتخرج في الصحافة، وتخرج في الملهى، وتخرج في الملعب، وتخرج في الشارع، وتخرج في المحل التجاري، لماذا يا ترى؟ ألا يوجد رجال يقومون مقام المرأة في هذه الحالة؟ بلى إن الرجال كثر، ولكنهم يرون أن هذه المرأة تحقق مبدأ الدعوة أكثر من الرجل، ويكون التأثير الناتج من هذه الداعية أكثر أثراً وأعمق تأثيراً من الرجل، وبالتالي فقد ساروا على هذا المنهج، واستغلوا المرأة استغلالاً بشعاً عجيباً، وصل إلى حد أنهم يتاجرون بها، يشترونها ويبيعونها، فهم يتاجرون بعرضها ويتاجرون بكل شيء فيها، فإذا كبرت وانتهى دورها لفظوها كما تلفظ النواة، هذا هو حال المجتمع الغربي.
إذاً: المرأة داعية في المجتمع اليهودي والنصراني، لكن داعية إلى الانحلال والفتنة والفساد.
عندما رأى المجتمع الغربي نجاح هذا الاستغلال للمرأة أراد أن ينقله إلى مجتمعنا المسلم، فبدءوا بالتركيز على المرأة، فقالوا: لابد أن تخرج المرأة المسلمة إلى الشارع وإلى العمل وإلى المؤسسة والشركة، عند ذلك يسهل علينا استغلال هذه المرأة في سبيل تحطيم قيم المجتمع المسلم.
فهم يريدون أن يحطموا الرجال عن طريق المرأة.
إن المرأة لها تأثير ليس باليسير، فالمرأة تستطيع أن تقلب المجتمع رأساً على عقب، (فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) فإذا كانت المرأة فاسدة فإنها ستفسد هذه الدنيا، وقد اشتهر أن السبب في فساد بني إسرائيل هو النساء، كما ثبت ذلك في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (أن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
إذاً: هذه المرأة الداعية عندما علم الغرب والشرق أنهم لن ينتصروا على العالم الإسلامي إذا حققوا مبدأ: خذ حجاب المرأة وغط به المصحف فسيكون النجاح هو حليفنا باستمرار؛ ولذلك فهذا المبدأ قد نصبوه أمام أعينهم: خذ الحجاب أو خذ النقاب ثم غط به المصحف، وبهذا سينتشر السفور والاختلاط، ومع الاختلاط يكون الجهل، ومع الجهل سيكون الفساد، ومع الفساد سيكون الضياع، هذا هو هدفهم.
لكن في هذا العصر ظهرت فيه الصحوة المباركة وبدأت تبرز شيئاً فشيئاً، وإن كانت تواجه المعوقات والصعوبات، فهي تشق طريقها بصعوبة، لابد من وجود الصعوبات باعتبار أن الإسلام لا يسير إلا على شوك، ولا يسير إلا على دماء، ولا يسير إلا على أشلاء، فالقضية قضية ابتلاء وامتحان واختبار لنا جميعاً، لي ولك وللمرأة الفلانية وللبنت الأخرى وهكذا.
أقول: إن هذه الدعوة المباركة والصحوة الطيبة بدأت تركز على المرأة، وبدأت تعطي المرأة مكانتها وترفع من شأنها، وتركز على قضية درء المحاولات العدائية التي يقوم بها أعداء المرأة.
نحن نعلم أن المرأة هي نصف المجتمع من الناحية الحسية، من الناحية التعدادية، وكما تعلمون في التعداد السكاني نادراً ما يتفوق عدد الرجال على النساء بشكل بين ملحوظ، كذلك هي نصف المجتمع الصغير داخل البيت، فالمرأة في مقابل الرجل، والبنات في مقابل الأولاد، ولا يمكن أن يستقيم شأن الأسرة إلا بوجود هذا التعادل، فامرأة صالحة مع رجل صالح يكونان أسرة صالحة.
إذاً: هذه المعادلة لابد من وجودها، فقضية أن المرأة نصف المجتمع هذه حقيقة ناصعة بينة لا يمكن أن يغفل عنها أحد.
هذه المرأة التي انتهجت نهج الحق لابد أن تكون مربية، وداعية وملتزمة؛ لأنها بهذا تؤدي دوراً يكمل الدور الذي يقوم به الرجل، فالرجل داعية إلى الله، والمرأة داعية إلى الله سبحانه وتعالى، وبين الدعوتين ارتباط والتزام لا ينفك أحدهما عن الآخر، فلو نجح الرجل في دعوته وقصرت المرأة، فإن الخلل سيظهر كما سنعرف بعد قليل.
إن المرأة صانعة الرجال؛ لإن الرجال لا يوجدون إلا بنساء صالحات، ولا يمكن أن يوجد رجل إلا إذا وجدت المرأة الصالحة التي تربيه التربية الحسنة، ثم الزوجة الصالحة التي تشرف عليه وتراعي شئونه المراعاة الحسنة كذلك.
إذاً: هذه المرأة التي تعد صانعة الرجال تحتاج منا إلى وقفات معها فيما يرتبط بالجوانب الدعوية.