[الآثار المترتبة على وجود الهاتف عند الأبناء والبنات]
كذلك مسألة وضع الهواتف، كثيراً من المشاكل والمصائب تحصل بانفراد الابن أو البنت بهاتف مستقل في غرفتها أو في غرفته، فتراه يغلق على نفسه الباب أو تغلق على نفسها الباب، فالبنت تكون نائمة في الساعة الثانية عشر أو الواحدة أو الثانية فيرن الهاتف وأنت لم تسمعه، فسمعت البنت الهاتف وأخذته، ثم ذئب بشري على الخط يكلمها برقة وبلطف وبكلام معسول، ثم البنت بعاطفتها تلين شيئاً فشيئاً ثم يكون الدمار بعد ذلك؛ لأنك وضعت لها هاتفاً مستقلاً، لكن لو وضعت هاتفاً عاماً داخل الصالة وهاتفاً عندك أنت أو في مكتبك أو غير ذلك، هنا تستطيع أن تضبط هذه العملية، حتى لا يترتب على ذلك شيء من هذا الضرر.
كذلك الابن قد يتصل بأي رقم من باب العبث ثم تكون النتيجة أن تجيبه بنت أو غير ذلك فيستخدم معها أسلوباً معسولاً، فيوافق ذلك منها هواه فتكون الطامة.
هناك نقطة مهمة أختم بها قضية تصميم البيت، وهي حقيقة أتمنى من كل إنسان يريد من بيته أن يكون بيتاً إسلامياً، أن يضع في وسط البيت دولاباً، ثم يملؤه بمجموعة من الكتيبات الصغيرة ومسجل ومجموعة كبيرة من الأشرطة ويضع بجانب هذا الدولاب لوحة مثل اللوحات التي تستخدم في بعض الوزارات لوحة من الفلين المغطى ببعض القماش، ثم يطلب من أفراد الأسرة الأبناء والبنات، من كل واحد منهم أن يعمل صحيفة في كل شهر أو كل شهرين صحيفة يعملها بنفسه، يبحث في الكتب ويكتب ويخطها ويرسمها ثم يعلقها في هذه اللوحة ويكتب اسمه عليها، وأحسن واحد يسوي لوحة له مكافأة معينة، ستجد أن هذا يضفي على البيت نوعاً من إشغال الوقت بما فيه فائدة، ثم التعلم الذاتي، أي: أن الطفل يشغل نفسه بنفسه، ثم الزوار إذا جاءوا إلى هذا البيت وقرءوا هذه الصحيفة قد يستفيدون منها، فيكون ذلك خيراً منه.