[نموذج من البرامج العملية في الإنفاق على الدعوة إلى الله عز وجل]
السؤال
أرجو عرض بيان بعض البرامج أو الأعمال العملية في الإنفاق على الدعوة إلى الله عز وجل؟
الجواب
والله يا أخي الفاضل قضية الإنفاق فيما يتعلق بالواقع المعايش المعاصر الآن واقع متشعب، وواقع متغير، بمعنى أن كل مال ستنفقه ستجد أن هناك عشرات ومئات المواقع التي يمكن أن تستثمر فيها هذا المال الذي تملك، فأعطيك مثالاً على هذا: في أحد الأيام قرر أحد الأشخاص الاستفادة من (الإنترنت) في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فطلب من أحد المواقع إعطاءه البريد الإلكتروني للمشاهير، وفعلاً موقع (ياهو) يملك هذا الأمر، فأعطاه البريدات الإلكترونية المسجلة لديه لمئات المشاهير، سواء كانت سياسة أو اقتصاد أو فن أو حتى في مسائل الفساد بأكملها، يقول هذا الشخص: فأخذتها، ثم بعد ذلك قررت أن أرسل لهم رسائل ليست باليد، لكن بالبريد الإلكتروني، يقول: وبدأت أراسلهم، ثم بدأت أدخل كتباً وأشرطة ومطويات في الكمبيوتر، ثم بعد ذلك أرسلها إلى أولئك، ولا تتصور كم كانت ردت الفعل عندهم، لقد كانت عجيبة جداً.
أنا لا يمكن أن أشرحها الآن، لكن سأشرح لكم واحدة فقط مما فعله هذا الإنسان، يقول: كان من ضمن المراسلات مراسلة رجل اشتهر في الفلبين بأنه أعظم مجرم في ذلك البلد، وقد قبض عليه وأودع في السجن الانفرادي، وعليه حراسة مشددة لا يمكن أن تكون موجودة حتى على قصر رئاسة الجمهورية؛ لأن لهذا المجرم أتباعاً بالآلاف، فيخشون من هجوم مضاد لتخليص رئيسهم، فأرسلنا له رسالة، وأول رسالة أرسلناها له باعتبار أنه من المشاهير، رسالة فيها دعوة إلى الصبر والتحمل، وليس فيها أي إشارة إلى الإسلام، دعوة إلى الصبر والتحمل والنظر إلى الآخرين، وذكرنا له أن هناك مساجين في كل مكان، وأنه.
وأنه.
فلا تصاب باليأس ولا تصاب بالقنوط والإحباط، لأننا نخشى أننا لو جابهناه بالدعوة مباشرة أن يرد علينا رداً قبيحاً وسيئاً، وينقطع التواصل، فرد علينا رداً برسالة رقيقة يشكر فيها على هذه الرسالة، ويقول: أعطتني دفعة معنوية قوية، وأنا في الحقيقة أشكركم، ووجدت فيها حقيقة نقلة غير متخيلة، فقد كنت أفكر في الانتحار، وعندما جاءتني هذه الرسالة عدلت عن رأيي، فيقول: استغلينا هذا الأمر وبدأنا المراسلة معه، يقول المتحدث: وبعد فترة من الزمن سافرت إلى مكة، ثم عدت إلى المكان الذي كنت أتعاون فيه مع الإخوة، وإذا بهم يأتون بجريدة من جرائد الفلبين وفيها أن فلان بن فلان المجرم المشهور المعروف يعلن إسلامه.
فانظروا! هذا جهد من الجهود، صحيح أنه جهد يحتاج إلى مال، لكنه مال يسير، لكن انظروا ما هي الثمار المقطوفة؟ إنها ثمار عديدة.
إذاً: تبقى قضية الثمار لا يمكن أن نتحدث عنها؛ لأن أبوابها عظيمة وكثيرة جداً، وتستطيع أن تجالس الذين يعملون في مكاتب الدعوة، والذين يعملون في حلقة حفظ القرآن، والذين يعملون في دور تحفيظ القرآن النسائية، والذين يعملون في الجمعيات الخيرية المعروفة، في جمعيات البر، في جمعية مؤسسة الشباب الإسلامي، في المنتدى، جمعية الحرمين، وغيرها، كل ذلك يحتاج إلى المال حتى تسير المشاريع المختلفة التي عصبها هو المال.