أن الحياة هي العقيدة، فلا حياة بدون عقيدة معنى هذا: أنه لا يوجد على وجه الأرض في مشارقها ومغاربها منذ أن نزل آدم على وجهها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إنسان لا يحمل بين جوانحه عقيدة أبداً، لأن هذه القضية متلازمة مع الجسد، فلا يمكن أن يوجد جسد إلا وفيه عقيدة، فخذ جولة على جميع أرجاء الأرض في هذه اللحظات بفكرك وخيالك، ستجد أن الجميع يؤمنون بعقائد متفاوتة.
فالنصراني له عقيدة واليهودي له عقيدة، والهندوسي له عقيدة، والبوذي له عقيدة، والوثني المشرك له عقيدة، حتى في المذاهب التي تدخل مجتمع المسلمين: الصوفي له عقيدة، والباطني له عقيدة، والزيدي له عقيدة، وهكذا.
بل حتى الملحد الذي يعلن الإلحاد له عقيدة؛ لأن الإلحاد بحد ذاته عقيدة لها أصول ولها مناهج، ولها طرق وأساليب لا يخرج عنها من يدين بها، إذاً: العقيدة هي الحياة والحياة هي العقيدة، ولا يمكن أن يوجد إنسان إلا وله معتقد.
إذاً: عندما تتحدث عن العقيدة فأنت تتحدث عن شيء لا غنى للناس عنه، وبالتالي تبرز أهمية الحديث عن العقيدة في كل مجال، ويتأكد هذا الحديث إذا كان حديثاً عن عقيدة أهل الحق الصحيحة.