أختم هذا اللقاء بوقفة عتاب أخيرة، وأقول: لماذا أيها الأحبة! نسبق دوماً من قبل الأعداء إلى هذه البرامج التي تعد من أفضل الوسائل الدعوية على المستوى العالمي، أو لأنها على المستوى المحلي -ولله الحمد والمنة- موجودة وبكثرة، لكنها على المستوى العالمي ليست موجودة إلا من خلال برامج الإنترنت ومن خلال المحطات الفضائية، فالمحطات الفضائية الأصل فيها السلبية؛ لأنها تجعل الإنسان يستمع ويوجه فكره إليها، ويحجم الفكر بحسب ذات المحطة وتوجهها، فالمحطات الفضائية توجه الإنسان بناءً على الفكر الذي تحمله المحطة والذي يقوم عليها من الأفراد أو الجماعات أو الدول.
أما الإنترنت فلا؛ فإن الأصل فيه التجارب، والأصل فيه السلب والإيجاب، والأخذ والعطاء، ولذلك علينا دوماً أن نستغله أيما استغلال مع الأخذ بالاعتبار الاحتياطات اللازمة؛ لأنه وعاء اشتمل على الخير وهو قليل، واشتمل على الشر وما أكثره في هذا الجهاز! وبالتالي إذا أراد الإنسان أن يستفيد منه أو يستغله فعليه أن يتعامل معه بحذر وخاصة إن كان هناك آخرون ممن هم أقل منه تعاملاً أو فهماً أو فقهاً فيما يتعلق بقضية التعامل مع هذا الجهاز؛ حتى لا يكون هناك تأثير مضاد من قبل الآخرين تجاه الغير.