[قصة إسلام امرأة روسية أرثوذكسية وما حصل لها من بلاء بعد إسلامها]
أيها الإخوة الأحباب! لب موضوعنا هو القصة التالية، وجعلتها هي الأخيرة؛ لتكون هي الخاتمة، وجعلتها هي الخاتمة؛ لأنها هي المؤثرة وهي المتميزة، هذه القصة رويت لي حقيقة بأسلوب، ولعلي أنا أحكيها لكم بأسلوب آخر، قد يكون هناك بعض الزيادات اليسيرة، لكنها لا تؤثر ولا تغير في أصل القصة، هذه القصة دائرة حول امرأة روسية، فأنا لا أتحدث الآن عن امرأة من هنا أو من هناك من عالمنا الإسلامي، لا، بل بريطانية أمريكية روسية؛ لنأخذ من ذلك عبراً مؤثرة.
هذه المرأة الروسية جاءت من روسيا مع رجل روسي ضمن مجموعة من الفتيات جاء بهن هذا الرجل الروسي إلى دولة خليجية مجاورة، وكان الهدف من هذا الجلب هو شراء بعض البضائع الشخصية من الأجهزة الكهربائية وإدخالها إلى روسيا، باعتبار أنها للاستعمال الذاتي فلا تؤخذ عليها جمارك مضاعفة، إنما جمارك يسيرة، فيقوم التاجر الروسي بسحب هذه الأجهزة من هؤلاء النسوة ثم يبيعها بأسعار مضاعفة، وإعطاء هؤلاء النسوة بدل أتعاب، وهذا أمر دارج وبكثرة، باعتبار رخص هذه الأجهزة في هذه البلاد الخليجية.
فلما قدم هذا الرجل ومعه مجموعة من الفتيات لهذا الهدف الذي ذكرته، لكنه عندما وصلن عرض عليهن الرجل خطة مخالفة لما اتفق معهن، قال: أنتن جئتن إلى هنا للحصول على مبلغ يسير من المال، وهذا بلد متميز بثرائه الفاحش، وبغناه المتميز، وبأهله الذين يدفعون بغير حساب، فعرض عليهن جانب الرذيلة، بيع الأجساد، والمتاجرة بالأعراض، فمن أرادت فلتبشر بالثراء السريع، وبدأ في بسط شباكه، وبدأ في طرح الإغراءات، وبدأ وبدأ إلى أن اقتنع أكبر عدد من هؤلاء الفتيات بخطته، والاقتناع وارد؛ لأنه لا رادع إيماني يردعهن، ولا وازع خلقي يمنعهن، والفقر الذي يعيش في قلوبهن يدعوهن فعلاً إلى هذه الممارسة، إلا امرأة واحدة رأت أن هذا الأمر لا يمكن أن تسلكه، فضحك عليها وقال: أنت في هذا البلد ضائعة ليس معك إلا ما تلبسين من ثياب، ولن أعطيك شيئاً، فبدأت تدرس الموضوع بشكل سريع جداً في ذهنها، فماذا فعلت؟ تصرفت تصرفاً حكيماً ألا وهو أنها خطفت جوازها من هذا الرجل ثم خرجت من الشقة وهربت إلى الشارع، وليس عليها ما يسترها؛ لأنها جاءت متبرجة ليس عليها إلا شيء يسير من الثياب، ومعها جوازها، فخرجت إلى الشارع هائمة على وجهها، وهذا الرجل ناداها وقال: إذا ضاقت عليك السبل وإذا سدت في وجهك الطرق فتعالي، فهذا هو عنواني.
يقول المتحدث: كنت أسير في الشارع أنا وأمي وأخواتي، وفجأة وإذا بتلكم المرأة تسرع وتركض مقبلة ناحيتنا، فبدأت تتكلم باللغة الروسية، فأفدناها أننا لا نتكلم اللغة الروسية، فقالت لنا: هل تتكلمون الإنجليزية؟ قلت أنا: نعم، وقلن أخواتي: نعم، عند ذلك فرحت، لكن فرحها كان مشوباً بحزن، بل ومقروناً ببكاء، فقالت: أنا امرأة من روسيا وقصتي كذا وكذا، وأنا أريد منكم فقط إيوائي لفترة يسيرة من الزمن حتى أتدبر أمري مع أهلي وإخوتي في بلادي، يقول: بدأت أتدارس الأمر مع أمي وأخواتي هل نقبلها أو لا نقبلها، قد تكون مخادعة، قد تكون محتالة، قد تكون قد تكون؟ وفي نهاية المطاف رأينا أن نقبل هذا العرض منها، فأخذناها معنا وذهبنا بها إلى البيت، وبدأت تتصل بأهلها في روسيا ولكن لا مجيب؛ لأن الخطوط متعطلة في تلكم البلاد، وكانت تحاول كل ساعة تريد أن تتصل لكن دون جدوى.
يقول: صرن أخواتي يعاملنها معاملة أخت، فصرن يعرضن عليها الإسلام ولكنها تنفر وتبتعد وترفض ولا تريد أن تناقش في هذا الموضوع؛ لأنها من أسرة أرثوذكسية متعصبة تكره الإسلام والمسلمين، فيقولون: فوجدنا أن اليأس بدأ يتسرب إلى داخلنا، ولكن لا يأس مع الإصرار، يقول: فكنت أدعم أخواتي في المناقشة وأصر عليهن، وكنت أتدخل أحياناً، وذهبت في أحد الأيام إلى مكتب الدعوة في تلكم البلد، وصاحب المكتب هو الذي يحدثني يقول: دخل علي هذا الرجل فقال لي: هل عندك كتب تتحدث عن الإسلام باللغة الروسية أو الإنجليزية؟ قلت: نعم عندي لكنها قليلة، لكن أعطيك ما لدي، وبإمكانك أن تأتيني بعد أسبوع أو عشرة أيام وأعطيك دفعة أخرى، يقول: أخذ هذه الدفعة القليلة وذهب، وبعد فترة من الزمن جاء إلي ولكن جاء ومعه أربع نسوة، ثلاث عليهن شبه حجاب، يعني: يظهر منهن الوجه والكفان، أما الرابعة فكانت آية في الجمال وعليها بعض الستر، ولكن شعرها ظاهر ووجها ظاهر، يقول: طلبت منه بسرعة أن يدخل النساء إلى غرفة الانتظار، فدخل وجلس وقال لي: إن هذه المرأة الروسية قصتها كذا وكذا، وأنا جئت الأسبوع الماضي أو قريباً منه طلبت كتباً، وأريد الآن كتباً أخرى وأشرطة؛ لأنني عرضت عليها الإسلام فبدأت توافق، ووعدها بالزواج منها إن أسلمت، يقول: أعطيته مجموعة أخرى من الكتب وذهب بها ثم رجع إلي بعد فترة، وقال: إنها وافقت على الإسلام وتريد أن تعلن إسلامها، ثم طلبت منها أن تقرأ جملة من الكتب؛ لأن النظام في ذاك البلد يتطلب عمل اختبار، فقرأتها ثم جاء بها إلي واختبرتها فنجحت، ثم وعدته وقتاً آخر ليأخذ صك إعلان الإسلام في قصة طويلة، المهم عندما أعلنت إسلامها، قلت له: هناك مجموعة من الأخوات في أحد المراكز يتعلمن القرآن الكريم ويعلمنه، وهن متميزات في العلم والثقافة والدراسة العالية، فيمكن أن يتفاهمن مع هذه المرأة بلغتها أو بالإنجليزية، يقول صاحب المكتب: بعد فترة جاء إلي هذا الرجل ومعه هذه الزوجة لاستلام الوثيقة المصدقة وثيقة الزواج، فقال لي: أبشرك أنني تزوجت وأنا مستريح الآن ولله الحمد والمنة، يقول صاحب المكتب: لكن الذي أثارني أن هذه المرأة متغطية تماماً ليست كأخواته وأمه، عليها حجاب كامل لا يظهر منها شيء، فسألته من باب الفضول عن هذا؟ فقال: هذه لها قصة ظريفة، يقول: بعد الزواج ذهبت أنا وهي إلى السوق لشراء بعض الحاجات فرأت زوجتي امرأة متحجبة، وهذه أول مرة ترى فيها امرأة متحجبة تماماً، فاستغربت من هذا الشكل لأنها أول مرة ترى هذا الشكل، فقالت: لماذا هذه المرأة بهذا الشكل أو بهذا المنظر، لعل هذه المرأة فيها علة تخفيها؟! يقول: أنا من دافع الغيرة الإسلامية قلت: لا، هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده، والذي أمر به رسوله عليه الصلاة والسلام، يقول: فقالت لي بعد تفكير: نعم فعلاً هذا هو الحجاب الإسلامي، قلت: ما أدراك؟ قالت: أنا الآن إذا دخلت أي محل تجاري لا تنزل أعين أصحاب المحل عن وجهي، تكاد أن تلتهم وجهي قطعة قطعة، إذاً وجهي هذا لا بد أن يغطى، لا بد أن يكون لزوجي فقط، كذلك لا أخرج من هذا السوق إلا بحجاب، يقول: والله واضطررت أن أشتري لها حجاباً ولبست هذا الحجاب.