ما صحة ما نسمع عن الشيعة أنهم يقولون: من قتل سنياً سنوياً دخل الجنة؟ وأين يوجد هذا في كتبهم؟
الجواب
أما قضية من قتل سنياً سنوياً لا أعرف هذا، لكن الذي أعرفه أن عندهم أن من قتل سنياً دخل الجنة، وهذا موجود ومسطر في غالب كتبهم، وحقيقة أنا لم أجد وقتاً لإحضار مجموعة من الكتب حول هذه المسألة، إنما جئت بنص واحد من كتاب واحد هو (الأنوار النعمانية) لـ نعمة الله الجزائري من مطبوعات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
بيروت.
لبنان، ومؤسسة الأعلمي هي مؤسسة متخصصة شيعية صرفة في طبع الكتب الشيعية، وهذا الكتاب في الجزء الثاني منه في صفحة (٣٠٦) يقول: في باب ظلمة، هو سماه (الأنوار النعمانية) فهو كله أنوار، فمثلاً: عن علي نور، وفي ذكري نور، وفي غيبة صاحب الزمان أي المهدي المنتظر نور، وفي تعيين وقت ظهوره نور، وفي كيفية رجعته نور، وفي الشهور الاثني عشر نور، وفي التزويج وأحكامه نور، وفي تكوين الأولاد نور، فكل هذا الكتاب أربعة أجزاء كله نور نور نور إلا باب واحد هو ظلمة لأحوال الصوفية والنواصب، من هم النواصب؟ هم أهل السنة، يقول في هذا الباب: وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين.
الأول: في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم، فالذي ذهب إليه أكثر الأصحاب هو أن المراد به من نصب العداوة لآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم، وتظاهر بذلك كما هو المعروف في الخوارج، ورتب الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى، وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني قدس الله روحه من الاطلاع على غرائب الأخبار، فذهب إلى أن الناصبي هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت عليهم السلام، وتظاهر بالوقوع فيهم، كما هو حال أكثر المخالفين لنا في هذه الأمصار وفي كل الأمصار، وعلى هذا فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقيدين والبلهاء والنساء ونحو ذلك، وهذا المعنى هو الأولى، ويدل عليه ما رواه الصدوق قدس الله روحه في كتاب (علل الشرائع) بإسناد معتبر عن الصادق عليه السلام: ليس الناصبي من نصب لنا أهل البيت؛ لأنك لا تجد رجلاً إلا ويقول: أنا أؤمن بمحمد وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولوننا وأنكم من شيعتنا.
ثم يقول: ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليه السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله، مع أن أبا حنفية لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام، بل كان له انقطاع عليهم، وكان يظهر لهم التودد وأبو حنيفة تتلمذ على يدي محمد الباقر وغيره، وكان يخالف آراءهم.
ثم يقول الثاني: في جواز قتلهم واستباحة أموالهم: قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارات والنجاسات، وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام، وأما على ما ذكرناه له من التفسير فيكون الحكم شاملاً كما عرفت، روى الصدوق في العلل مسنداً إلى داود بن فرقد قال: قلت لـ أبي عبد الله: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم -هذا هو الشاهد- قال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك -يعني: أخشى عليك من أن يعتدوا عليك؛ لأنهم كثرة- ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل، فقلت: فما ترى في ماله؟ قال: خذه ما قدرت.
هذا النص ضمن نصوص كثيرة جداً في هذه المسألة وحول هذا المعنى وهذه القضايا.