إن الرافضة لا يعترفون بالسنة التي جاءت عن الصحابة، لأن الصحابة كلهم كفار عندهم، وبالتالي فلا يأخذون إلا من الصحابة الذين يعترفون بهم، فـ أبو بكر وعمر وعثمان كل هؤلاء مرفوضين، ويقولون: ارتد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة: سلمان وعمار وأبو ذر، وفي رواية: إلا أربعة ومعهم المقداد.
أما بقية الصحابة فكلهم مرتدون، إذاً: أي كلام منقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن غير هؤلاء الأربعة مرفوض.
فلا ينقلون إلا عن هؤلاء الأربعة مع العلم أن أبا ذر والمقداد وغيرهم رواياتهم ضعيفة وقليلة جداً.
فجاءوا لأحاديث البخاري ومسلم والترمذي ووضعوها أمامهم، فما أعجبهم منها أخذوه، ثم ركبوا عليه سنداً في آخره أبو ذر أو المقداد أو عمار أو سلمان الفارسي، وركبوا عليه سنداً معيناً ثم جعلوه في الكتب، فكان من الصعوبة أن يجعلوا آلاف الأحاديث منسوبة إلى سلمان، أو أبي ذر؛ لأن معنى هذا أن أبا ذر كان يجلس مع الرسول صلى الله عليه وسلم أربعةً وعشرين ساعةً يستمع إليه، وهذا لا يمكن أن يتصور، فبتروا النصوص وجعلوها عن فلان عن فلان عن جعفر الصادق، فقيل لهم: إن هذا الحديث موجود في البخاري الذي وجد قبل جعفر الصادق فوجدوا في ذلك إشكالية، فقالوا: إن جعفراً الصادق جاء به بوحي من الله، إذاً: الأئمة يوحى إليهم.