من عقائدهم الأخرى: عقيدة الظهور، يقولون: إن الإمام المهدي اختفى، لكن هل معقول أنه اختفى من مدة طويلة ولم يخرج؟ فقالوا: إنه يظهر في بعض الأحيان، لكن لا يراه إلا الرجل الصالح، الرجل الذي يتمسك بمذهب الشيعة جملة وتفصيلاً، فهم بذلك يريدون أن يجعلوا شيعتهم فعلاً يتمسكون بالدين الشيعي، وكلما كان الإنسان قوياً في تشيعه اقترب من رؤية المهدي المنتظر الذي يظهر في بعض الأماكن، وعندما يظهر أنت قد لا تراه وغيرك بجانبك يراه؛ لأنه أقوى منك في دين الشيعة، فيراه هذا الشخص ويسلم عليه.
وهذا نوع من الدعاية لمذهبهم، وهو من غرائب مذهبهم كذلك.
بل إن من غرائب مذهبهم أنهم رووا أن أبا عبد الله جعفراً الصادق كان حاجاً في يوم من الأيام، فأخذ ثلاث حصيات ورمى بها في الهواء، فقالوا له: لماذا فعلت ذلك يا إمام؟ فقال: لقد رفع إلي حبتر وزريق، وهذا وصف لـ أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فأنا أرجمهما، وهما يخرجان في كل عام في مثل هذا الوقت، وعلى على كل مسلم أن يرجمهما.
هذا من باب بتر الشيعة وإبعادهم عن الجيل الأول الذين هم أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين، ولذلك يقول الشعبي: فُضل اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة، فلو قيل لليهود: من أفضل أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب موسى، ولو قيل للنصارى: من أفضل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب عيسى، ولو قيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ لقالوا: أصحاب محمد.
هم يريدون أن يبعدوا الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذه الكيفية.
إذاً: عقيدة الظهور عند الشيعة هي: أن المهدي المنتظر يظهر لهم، بل والأئمة عموماً يظهرون في مواطن معينة، فكلما كان الإنسان قريباً من دينهم رأى هؤلاء الأئمة، وبالتالي حاولوا بقدر جهدهم أن يجعلوا الشيعي يتمسك بدينه أكثر وأكثر.
بقي لدينا في هذا الجانب: عقيدة البداء، وعقيدة الرجعة، وعقيدة التقية، وعقيدة الإمامة، وعقيدة العصمة، وموقف الشيعة من الصحابة وأركان الإيمان بالنسبة لهم، وهذا سيكون له إن شاء الله وقفات موجزة في الدرس القادم وفي اللقاء القادم، والذي يليه إن شاء الله سيكون مرتبط ومتعلق بجهود الشيعة في الزمن الحاضر من أجل إقامة الإمبراطورية الشيعية الإسلامية العظمى، التي تمتد من أواسط إيران وتنتهي في لبنان، وتمتد شمالاً قريباً من بغداد لتنتهي جنوباً بدولة الإمارات.
هذا هو مخططهم، وسنحاول أن نقف مع هذا المخطط، ثم نتطرق كذلك إلى موقفهم تجاه الحرمين الشريفين، ومخططاتهم تجاه الحرمين الشريفين، هذا سيكون إن شاء الله في اللقاء ما بعد القادم.
أما اللقاء الأخير فسيكون مخصصاً للإجابة عن الاستفسارات والأسئلة، وسترتب الأسئلة لتأخذ طابعاً منظماً، فمن عنده تساؤل فيكتبه وسيخصص له درس مستقل، والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.