للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوعه في القرآن خاصة كما هو رأي هؤلاء، وحَكَى عنه الإمامُ وشيعتُه منهم المصنف اختيارَ المنع في القرآن والحديث (١).

وعلى هذا في المسألة أقوال أربعة: المنع مطلقًا، المنع في القرآن وحده، المنع في القرآن والحديث دون ما عداهما، والرابع: أنه واقع مطلقًا في القرآن والحديث وغيرهما، وعليه جماهير العلماء سلفًا وخلفًا.

والمصنف استدل على وقوعه في القرآن ليدل على ما عداه بطريقٍ أولى. وقد وقع المجاز في مواضعَ عديدةٍ من الكتاب العزيز، وصنف شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام في ذلك مصنفًا حافلًا (٢). اكتفى (٣) المصنف بذكرِ قوله تعالى: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} (٤) ووجه الحجة: أن الإرادة: هي الميل مع الشعور، وهي (٥) ممتنعة في الجدار لكونه جمادًا، وقد أضافها إليه وأراد بذلك الإشرافَ على الوقوع وهو مجاز.

فإن قلت: لا نسلم امتناع قيام الإرادة بالجدار؛ لقدرةِ الله تعالى على


(١) انظر: المحصول ١/ ق ١/ ٤٦٢، التحصيل ١/ ٢٣٥، الحاصل ١/ ٣٥٩.
(٢) وهو كتاب "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز" ط/ دار المعرفة، بيروت - لبنان. قال السيوطي في الإتقان ٢/ ٤٧: "ولخصته مع زيادات كثيرة في كتاب سميته: مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن".
(٣) في (غ)، و (ك): "واكتفى".
(٤) سورة الكهف: الآية ٧٧.
(٥) أي: الإرادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>