للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر عن أبيه عن عمر يقول: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العطاء ... " فذكر بنحوه.

٣٢١٧ - وروى مسلم (١) عن سالم عن أبيه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعطي عمر العطاء، فيقول له عمر: أعطه يا رسول الله، أفقر إليه مني. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذه فتموله -أو تصدق به- فما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشْرف (٢) ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك. قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يرد شيئًا أعطيه".

جعله في هذه الرواية من حديث ابن عمر، وزاد قول سالم.

٣٢١٨ - عن أنس بن مالك: "أن ناسًا من الأنصار قالوا يوم حنين -حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل- فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. قال أنس بن مالك: فحدث ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قولهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما حديث بلغني عنكم؟ فقال له: فقهاء الأنصار أما ذوو رأينا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم قالوا: يغفر الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به. فقالوا: بلى يا رسول الله. رضينا. قال: فإنكم


(١) صحيح مسلم (٢/ ٧٢٣ رقم ١٠٤٥/ ١١١).
(٢) يقال: أشرفت الشيء: أي علوته، وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق، أراد ما جاءك منه وأنت غير متطلع إليه ولا طامع فيه. النهاية (٢/ ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>