للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-تعالى- في الأرض، يُصافح بها خلقه (مصافحة الرجل أخاه، يشهد لمن استلمه بالبر والوفاء، والذي نفس ابن عباس) (١) بيده ما حاذى به عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه" (٢).

غير أن في رواية الطبراني إبراهيم بن يزيد المكي، وهو مُتكلم فيه (٣).

[٧٦ - باب كيف بدء الرمل وذكره]

٤٢٢٠ - عن ابن عباس "قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وقد وهنتهم حمى يثرب. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه (أن يأمرهم) (٤) أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم".


(١) سقطت من "الأصل" وأثبتها من مصنف عبد الرزاق.
(٢) سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث، فقال: رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسنادٍ لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس قال: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه" ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره، فإنه قال: "يمين الله في الأرض" فقيده بقوله: "في الأرض" ولم يطلق، فيقول يمين الله، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق، ثم قال: "فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبَّل يمينه" ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلاً ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقلٍ، ولكن يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتًا يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه؛ ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء؛ فإن ذلك تقريب للمقبل وتكريم له، كما جرت العادة، والله ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال للناس، بل لا بد من أن يبين لهم ما يتقون؛ فقد بين لهم في الحديث ما ينفي من التمثيل. مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٧ - ٣٩٨).
(٣) ترجمته في التهذيب (٢/ ٢٤٢ - ٢٤٤).
(٤) من صحيح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>