للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٥٨ - عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المنبر -وذكر الصدقة والتعفف والمسألة-: اليد العليا خير من اليد السفلى. فاليد العليا هي المتفقة، والسفلى هي السائلة".

رواه خ (١) -وهذا لفظه- م (٢) وعنده: "والتعفف عن المسألة: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة".

٣٢٥٩ - عن حكيم بن حزام قال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة (٣)، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى. قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرْزَأ (٤) أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر -رضي الله عنه- يدعو حكيمًا إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر -رضي الله عنه- دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: إني (أشهدكم) (٥) يا معشر المسلمين على حكيم، إني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي".


(١) صحيح البخاري (٣/ ٣٤٦ رقم ١٤٢٩).
(٢) صحيح مسلم (٧/ ٧١٢ رقم ١٠٣٣).
(٣) قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٩٤): أنث الخبر لأن المراد الدنيا، قوله خضرة حلوة" شبهه بالرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء المستلذة؛ فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالنسبة إلى اليابس، والحلو مرغوب فيه على انفراده بالنسبة للحامض، فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد.
(٤) قال ابن حجر (٣/ ٣٩٤): بفتح الهمزة، وإسكان الراء، وفتح الرّاء، بعدها همزة، أي: لا أنقص ماله بالطلب منه.
(٥) في "الأصل": أشهدهم. والمثبت من صحيح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>