للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء يهود، فقال: ما تجدون في التوراة على من زنى؟ قالوا: نسود وجوههما ونحممهما -وفي نسخة: ونحملهما (١) - ونخالف بين وجوههما، ويطاف بهما. قال: فائتوا بالتوراة إن كنتم صادقين. فأتوا بالتوراة، فقرءوها، حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام -وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مره فليرفع يده. (فرفعها) (٢) فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجمهما. قال عبد الله بن عمر: كنت فيمن رجمهما فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه".

وفي لفظ الإمام أحمد (٣): "وجاءوا بقارئ لهم أعور، يقال له: ابن صوريا".

٦١٦٣ - عن البراء بن عازب قال: "مُرَّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محممًا مجلودًا، فدعاهم، فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟! قالوا: نعم. فدعا رجلاً من علمائهم، فقال: أنشدك باللَّه الذي أنزل التوراة، هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع،


(١) قال النووي: هكذا هو في أكثر النسخ "نحملهما" بالحاء واللام، وفي بعضها: "نجملهما" بالجيم، وفي بعضها: "نحممهما" بميمين، وكله متقارب، فمعنى الأول نحملهما على حمل، ومعنى الثاني: نجملهما جميعًا على الجمل، ومعنى الثالث: نسود وجوههما بالحُمم -بضم الحاء، وفتح الميم- وهو الفحم، وهذا الثالث ضعيف؛ لأنه قال قبله نسود وجوههما. شرح صحيح مسلم (٧/ ٢٣٣ - ٢٣٤).
(٢) تكررت في "الأصل".
(٣) المسند (٢/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>