للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينظر إلى نضيه (١) فلا يوجد فيه شيء (٢) قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل إحدى يديه -أو قال: ثدييه- مثل ثدي المرأة -أو قال: مثل البَضعة تدردر (٣) - يخرجون على حين (٤) فرقة من الناس. قال أبو سعيد: أشهد أني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن عليًّا -رضي الله عنه- قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فنزلت فيهم (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ) (٥) ".

أخرجاه (٦)، وهذا لفظ البخاري، وفي بعض نسخه "خير فرقة" وعند مسلم: "على حين فرقة" وليس عنده: قال: "فنزلت فيهم".


(١) النضي: نصل السهم، وقيل: هو السهم قبل أن يُنحت إذا كان قدحًا، وهو أولى؛ لأنه قد جاء ذكر النصل بعد النضي، وقيل: هو من السهم ما بين الريش والنصل، وقالوا: سمي نضيًّا لكثرة البري والنحت، فكأنه جعل نضوًّا: أي هزيلاً. النهاية (٥/ ٧٣).
(٢) من صحيح البخاري.
(٣) البضعة بفتح الباء لا غير، وهي القطعة من اللحم، وتدردر: معناه تضطرب وتذهب وتجيء. شرح صحيح مسلم (٥/ ٢٥).
(٤) بكسر الحاء المهملة وبعد التحتية نون، وضم فاء فرقة، أي: زمان افتراق الناس، ولأبي ذر عن المستملي: "على خير فرقة" بالخاء المعجمة وبعد التحتية راء، وفرقة بكسر الفاء. إرشاد الساري (١٠/ ٨٨).
وقال القاضي عياض: "يخرجون على حين فرقة" كذا لجمهور الرواة بالحاء المهملة، وآخره نون، وضم الفاء، وعند السمرقندي والجرجاني: "خير فِرقة" بفتح الخاء المعجمة، وآخره راء، وكسر الفاء، وكلاهما صحيح في الرواية والمعنى؛ لأنهم خرجوا حين افتراق الناس بين علي ومعاوية، وحرب صفين، و"على خير فرقة من الناس" إما أن يريد الصدر الأول من الصحابة الذين خرجوا في زمانهم وعليهم، أو يريد فرقة علي -رضي الله عنه- لأنهم على إمامته خرجوا، وهو الذي قاتلهم، ويرجح هذه الرواية قوله في الحديث الآخر: "تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق". مشارق الأنوار (١/ ٢١٩).
(٥) سورة التوبة، الآية: ٥٨.
(٦) البخاري (١٢/ ٣٠٣ رقم ٦٩٣٣)، ومسلم (٢/ ٧٤٤ - ٧٤٥ رقم ١٠٦٤/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>